۲۸۷۴.الأمالي للمفيد عن حذلم بن ستير :قَدِمتُ الكوفَةَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ إحدى وسِتّينَ عِندَ مُنصَرَفِ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام بِالنِّسوَةِ مِن كَربَلاءَ ، ومَعَهُمُ الأَجنادُ مُحيطونَ بِهِم ، وقَد خَرَجَ النّاسُ لِلنَّظَرِ إلَيهِم ، فَلَمّا اُقبِلَ بِهِم عَلَى الجِمالِ بِغَيرِ وِطاءٍ ، جَعَلَ نِساءُ أهلِ الكوفَةِ يَبكينَ ويَنتَدِبنَ ، فَسَمِعتُ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليه السلام وهُوَ يَقولُ بِصَوتٍ ضَئيلٍ ـ وقَد نَهَكَتهُ العِلَّةُ ، وفي عُنُقِهِ الجامِعَةُ ۱ ، ويَدُهُ مَغلولَةٌ إلى عُنُقِهِ ـ : ألا إنَّ هؤُلاءِ النِّسوَةَ يَبكينَ ، فَمَن قَتَلَنا؟ ۲
۲۸۷۵.الأمالي للمفيد عن حذلم بن ستير :رَأَيتُ زَينَبَ بِنتَ عَلِيٍّ عليهماالسلام ولَم أرَ خَفِرَةً قَطُّ أنطَقَ مِنها ، كَأَنَّها تُفرِغُ عَن لِسانِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام ، قالَ : وقَد أومَأَت إلَى النّاسِ أنِ اسكُتوا ، فَارتَدَّتِ الأَنفاسُ ، و سَكَتَتِ الأَصواتُ ، فَقالَت : الحَمدُ للّه ِِ ، وَالصَّلاةُ عَلى أبي رَسولِ اللّه ِ ، أمّا بَعدُ ، يا أهلَ الكوفَةِ ، ويا أهلَ الخَتلِ وَالخَذلِ . . . أتَبكونَ! إي وَاللّه ِ ، فَابكوا كَثيرا ، وَاضحَكوا قَليلاً ، فَلَقَد فُزتُم بِعارِها وشَنارِها ، ولَن تَغسِلوا دَنَسَها عَنكُم أبَداً . . .
ثُمَّ سَكَتَت ، فَرَأَيتُ النّاسَ حَيارى ، قَد رَدّوا أيدِيَهُم في أفواهِهِم ، ورَأَيتُ شَيخا قَد بَكى حَتَّى اخضَلَّت لِحيَتُهُ وهُوَ يَقولُ :
كُهولُهُم خَيرُ الكُهولِ ونَسلُهُمإذا عُدَّ نَسلٌ لا يَخيبُ ولا يَخزى۳
1.الجَامِعَةُ : الغُلّ ، لأنّها تجمع اليدين إلى العنق (الصحاح : ج ۳ ص ۱۱۹۹ «جمع») .
2.الأمالي للمفيد : ص ۳۲۱ ح ۸ ، الأمالي للطوسي : ص ۹۱ ح ۱۴۲ ؛ بلاغات النساء : ص ۳۷ عن حذام أو حذيم الأسدي نحوه .
3.الأمالي للمفيد : ص ۳۲۱ الرقم ۸ ، الملهوف : ص ۱۹۲ عن بشير بن خزيم الأسدي ؛ الفتوح : ج ۵ ص ۱۲۱ عن خزيمة الأسدي وكلاهما نحوه .