265
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج6

يوم عاشوراء وتعاليم الإمام الصادق عليه السلام

كان الإمام الصادق عليه السلام يؤكّد على لزوم إبقاء يوم عاشوراء خالداً في الأذهان ، وأن تُعدّ مصيبة هذا اليوم مهمّة للغاية، وأن يسعى المؤمنون من أجل إحياء هذه الذكرى ؛ ۱ ولذلك كان يوصي المؤمنين أن يجلسوا للعزاء في يوم عاشوراء ، وأن يزوروا مرقد سيّد الشهداء إن أمكنهم ذلك ۲ ، ويرتدوا ملابس العزاء ۳ ، وأن يصوّروا في أذهانهم حادثة كربلاء الأليمة والمدهشة ۴ ، وأن يتذكّروا ذلك اليوم ويقيموا العزاء حتّى وإن كانوا لوحدهم ۵ ، وأن يمسكوا عن اللذائذ وتناول الأطعمة اللّذيذة . ۶
أوليس كلّ هذا يفوق حدّ التذكير بقصّة مؤلمة وحزينة؟ إنّ عاشوراء تعني في سيرة الأئمّة عليهم السلام الاضطلاع بمسؤوليّة ثقافة بأكملها ، فحادثة عاشوراء تمثّل مدرسة ، لا مجرّد حادثة مثيرة للأحزان والأسف وما إلى ذلك.

1.راجع : ص ۱۸۳ ( الفصل الثالث / عظمة مصيبة عاشوراء ) .

2.تهذيب الأحكام : ج ۶ ص ۵۱ ح ۱۲۰ ، المزار المفيد : ص ۵۱ ح ۱ و۲ ، مصباح المتهجّد : ص ۷۷۱ و ۷۷۲، الإقبال : ج ۳ ص ۶۴ ، بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۱۰۵ ح ۱۱ .

3.في مصباح المتهجّد عن عبداللّه بن سنان عن الإمام الصادق عليه السلام : إنّ أفضل ما تأتي به في هذا اليوم [عاشوراء] أن تعمد إلى ثيابٍ طاهرة فتلبسها وتتسلّب، قلت: وما التسلّب؟ قال: تُحلّل أزرارك وتكشف عن ذراعيك كهيئة أصحاب المصائب (راجع : ص ۱۸۹ ح ۲۷۶۲) .

4.جاء في الحديث السابق عن عبداللّه بن سنان: « وتحوّل وجهك نحو قبر الحسين عليه السلام ومضجعه، فتمثّل لنفسك مصرعه ومن كان معه من ولده وأهله، وتسلّم وتصلّي عليه، وتلعن قاتليه وتبرأ من أفعالهم » .

5.راجع : حديث عبداللّه بن سنان بأكمله المنقول في الهوامش السابقة .

6.. راجع : ص ۱۸۶ ( الفصل الثالث / الاجتناب عن الملاذّ ) .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج6
264

2 . عهد الإمام الصادق عليه السلام

عندما تولّى الإمام الصادق عليه السلام إمامة الشيعة، كان قد مرّ نصف قرن على حادثة كربلاء الأليمة، وخلال ذلك العصر كان المجتمع قد طرأ عليه تحوّل واسع للغاية من النواحي السياسية والثقافية والعقائدية ، وقد استغلّ الإمام الصادق عليه السلام هذا الظرف والجوّ الذي سنح له أقصى استغلال ، وبذل جهوداً كبيرة من أجل بيان وتفسير أبعاد الدين المبين والقرآن الكريم، كما سعى أصحاب الإمام عليه السلام وتلامذته كثيراً من أجل بيان الفكر الديني الأصيل . وتحتلّ حادثة كربلاء مكانة بالغة الأهمّية بين جهود الإمام الصادق عليه السلام ، سواء من حيث القول أو العمل والسلوك ، وتحظى تعاليمه عليه السلام بالاهتمام في تقديم إطار شعائر العزاء واُسسها العامّة ، وصيغة إقامة العزاء. ويمكننا أن نبيّن ما وصلنا من سيرة هذا الإمام كالتالي :
التوصية بالبكاء على الإمام الحسين عليه السلام ، وإبكاء الآخرين . ۱
التذكير بمصائبه ۲ في المواقف المختلفة ، ومنها شرب الماء . ۳
الحثّ على إقامة مجالس العزاء في الفرص والأوقات المختلفة . ۴
تشجيع الشعراء على توظيف فنّ الشعر في بيان أبعاد حركة الإمام الحسين عليه السلام . ۵
دعوة منشدي المراثي إلى إنشاد مراثيهم في محضر الإمام عليه السلام . ۶
ويجب أن نلتفت إلى أنّ فنّ الشعر له دور كبير في تخليد الأفكار، حيث كان هذا الدور مؤثّرا إلى حدٍّ كبير في ذلك العصر نظراً إلى الثقافة السائدة فيه، والتفات الإمام الباقر والإمام الصادق عليهماالسلام إلى هذه الملاحظة مهمّ للغاية .
الطلب من منشدي المراثي أن يمزجوا مراثي عاشوراء بثقافة الحزن والألم من أجل جعلها ذات تأثير أكبر . ۷ وكان الإمام الصادق عليه السلام يطلب من أهل بيته أن يجلسوا في هذه المجالس ، ويعبّروا عن ذلك ببكائهم وعويلهم ، ۸ وكان يوصي الآخرين بالحضور عند قبر الإمام الحسين عليه السلام ، ونثر دموع الحزن ، وكان يدعو لمن كان يفعل ذلك . ۹
كما أنّ له عليه السلام تعليمات وإرشادات خاصّة فيما يتعلّق بيوم عاشوراء تستحقّ التأمّل .

1.كامل الزيارات : ص ۲۱۰ ح ۳۰۰ وص ۲۱۱ ح ۳۰۳، وراجع : هذه الموسوعة : ج ۶ ص ۲۰۷ ( الفصل الرابع / فضل إنشاد الشعر في مصيبتهم ) و ص ۱۷۹ ( الفصل الثاني / ذكر مصائبه عند الإمام الصادق عليه السلام ) .

2.راجع : ص ۱۷۵ ( الفصل الثاني / الحثّ على ذكر مصائبه ) .

3.راجع : ص ۱۷۶ ( الفصل الثاني / ذكر مصائبه عند شرب الماء ) .

4.راجع : ص ۱۷۹ ( الفصل الثاني / ذكر مصائبه عند الإمام الصادق عليه السلام ) .

5.راجع : ص ۲۰۷ ( الفصل الرابع / فضل إنشاد الشعر في مصيبتهم ) وص ۱۷۹ ( الفصل الثاني / ذكر مصائبه عند الإمام الصادق عليه السلام ) .

6.راجع : ص ۲۰۷ ( الفصل الرابع / فضل إنشاد الشعر في مصيبتهم ) وص ۱۷۹ ( الفصل الثاني / ذكر مصائبه عند الإمام الصادق عليه السلام ) .

7.نفس المصدر .

8.راجع : ص ۱۷۹ ( الفصل الثاني / ذكر مصائبه عند الإمام الصادق عليه السلام ) .

9.راجع : ص ۱۵۱ ( الفصل الأوّل / الحثّ على إقامة المأتم للحسين عليه السلام ) .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج6
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1390
عدد المشاهدين : 235225
الصفحه من 430
طباعه  ارسل الي