يوم عاشوراء وتعاليم الإمام الصادق عليه السلام
كان الإمام الصادق عليه السلام يؤكّد على لزوم إبقاء يوم عاشوراء خالداً في الأذهان ، وأن تُعدّ مصيبة هذا اليوم مهمّة للغاية، وأن يسعى المؤمنون من أجل إحياء هذه الذكرى ؛ ۱ ولذلك كان يوصي المؤمنين أن يجلسوا للعزاء في يوم عاشوراء ، وأن يزوروا مرقد سيّد الشهداء إن أمكنهم ذلك ۲ ، ويرتدوا ملابس العزاء ۳ ، وأن يصوّروا في أذهانهم حادثة كربلاء الأليمة والمدهشة ۴ ، وأن يتذكّروا ذلك اليوم ويقيموا العزاء حتّى وإن كانوا لوحدهم ۵ ، وأن يمسكوا عن اللذائذ وتناول الأطعمة اللّذيذة . ۶
أوليس كلّ هذا يفوق حدّ التذكير بقصّة مؤلمة وحزينة؟ إنّ عاشوراء تعني في سيرة الأئمّة عليهم السلام الاضطلاع بمسؤوليّة ثقافة بأكملها ، فحادثة عاشوراء تمثّل مدرسة ، لا مجرّد حادثة مثيرة للأحزان والأسف وما إلى ذلك.
1.راجع : ص ۱۸۳ ( الفصل الثالث / عظمة مصيبة عاشوراء ) .
2.تهذيب الأحكام : ج ۶ ص ۵۱ ح ۱۲۰ ، المزار المفيد : ص ۵۱ ح ۱ و۲ ، مصباح المتهجّد : ص ۷۷۱ و ۷۷۲، الإقبال : ج ۳ ص ۶۴ ، بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۱۰۵ ح ۱۱ .
3.في مصباح المتهجّد عن عبداللّه بن سنان عن الإمام الصادق عليه السلام : إنّ أفضل ما تأتي به في هذا اليوم [عاشوراء] أن تعمد إلى ثيابٍ طاهرة فتلبسها وتتسلّب، قلت: وما التسلّب؟ قال: تُحلّل أزرارك وتكشف عن ذراعيك كهيئة أصحاب المصائب (راجع : ص ۱۸۹ ح ۲۷۶۲) .
4.جاء في الحديث السابق عن عبداللّه بن سنان: « وتحوّل وجهك نحو قبر الحسين عليه السلام ومضجعه، فتمثّل لنفسك مصرعه ومن كان معه من ولده وأهله، وتسلّم وتصلّي عليه، وتلعن قاتليه وتبرأ من أفعالهم » .
5.راجع : حديث عبداللّه بن سنان بأكمله المنقول في الهوامش السابقة .
6.. راجع : ص ۱۸۶ ( الفصل الثالث / الاجتناب عن الملاذّ ) .