1 / 4
عَوفُ بنُ عَبدِ اللّه ِ بنِ الأَحمَرِ ۱
۲۸۸۳.الحدائق الورديّة :أنشَدَ عَوفُ بنُ عَبدِ اللّه ِ بنِ الأَحمَرِ قَصيدَةً طَويلَةً يُحَرِّضُ فيها الشّيعَةَ عَلَى القِيامِ عَلى قَتَلَةِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام ويَرثيهِ فيها :
ألا وَانعَ خَيرَ النّاسِ اُمّا ووالِداحُسَينا لِأَهلِ الدّينِ إن كُنتَ ناعِيا
لِيَبكِ حُسَينا كُلَّما ذَرَّ شارِقٌوعِندَ غُسوقِ اللَّيلِ مَن كانَ باكِيا
لِيَبكِ حُسَينا مَن رَعَى الدّينَ وَالتُّقىوكانَ لِتَضعيفِ المَثوبَةِ راجِيا
لِيَبكِ حُسَيناً مُملِقٌ ذو۲خَصاصَةٍعَديمٌ وأَيتامٌ تَشَكَّى المَوالِيا
لَحا اللّه ُ قَوما أشخَصوهُ وغَرَّروافَلَم يَرَ يَومَ البَأسِ مِنهُم مُحامِيا
ولا موفِيا بِالوَعدِ إذ حَمِسَ۳الوَغاولا زاجِرا عَنهُ المُضِلّينَ ناهِيا
ولا قايِلاً لا تَقتُلوهُ فَتُسحَتواومَن يَقتُلِ الزّاكينَ يَلقَى المَخازِيا
فَلَم يَكُ إلّا ناكِبا أو مُقاتِلاًوذا فَجرَةٍ يَسعى عَلَيهِ مُعادِيا
سِوى عُصبَةٍ لَم يَعظُمِ القَتلُ عِندَهُميُشَبِّهُها الرّاؤونَ اُسدا ضَوارِيا
وَقَوهُ بِأَيديهِم وَحُرِّ وُجوهِهِموباعُوا الَّذي يَفنى بِما كانَ باقِيا
وأَضحى حُسَينٌ لِلرِّماحِ دَرِيَّةً۴فَغودِرَ مَسلوبا لَدَى الطَّفِّ ثاوِيا
قَتيلاً كَأَن لَم يَغنَ بِالناسِ لَيلَةًجَزَى اللّه ُ قَوما أسلَموهُ الجَوازِيا
فَيا لَيتَني إذ ذاكَ كُنتُ شَهِدتُهُفَضارَبتُ عَنهُ الشّائِنينَ الأَعادِيا
ودافَعتُ عَنهُ مَا استَطَعتُ مُجاهِداوأَعمَلتُ سَيفِيَ فيهِمُ وسِنانِيا
ولكِن قَعَدتُ في مَعاشِرَ ثَبَّطواوكانَ قُعودي ضَلَّةً مِن ضَلالِيا
فَما تَنسَني الأَيَّامُ مِن نَكَباتِهافَإِنِّيَ لَن اُلفى لَهُ الدَّهرَ ناسِيا
ويا لَيتَني غودِرتُ فيمَن أجابَهُوكُنتُ لَهُ مِن مُفظِعِ القَتلِ فادِيا
ويا لَيتَني أخطَرتُ عَنهُ بِاُسرَتيوأَهلي وخِلّاني جَميعا ومالِيا
سَقَى اللّه ُ قَبرا ضُمِّنَ المَجدَ وَالتُّقىبِغَربِيَّةِ الطَّفِّ الغَمامَ الغَوادِيا۵
1.عوف بن عبد اللّه (أو عبد اللّه بن عوف) بن الأحمر الأزدي. قال المرزباني في معجم الشعراء: كان من شعراء الشيعة، ومن شعراء الكوفة، وكان مع التوّابين، شهد مع عليّ عليه السلام صفّين، وله قصيدة طويلة رثى فيها الحسين عليه السلام ، وحضّ الشيعة على الطلب بدمه (راجع: تاريخ الطبري: ج ۴ ص ۵۷۰ و ۵۷۲ و ج ۵ ص ۵۸۳ ـ ۵۹۱ و ج ۷ ص ۱۸۴ والإصابة: ج ۵ ص ۱۲۸ وفيه «عوف بن عبد اللّه بن الأحمر الأزدي» ووقعة صفّين: ص ۱۱۶ ورجال الطوسي: ص ۷۶ والكنى والألقاب: ج ۱ ص ۴۸).
2.في المصدر : «وخصاصة» ، ويبدو أنّ حرف الذال قد سقط .
3.حَمِسَ الأمر : اشتدّ ، وتحامسَ القوم : تشادّوا واقتتلوا (لسان العرب : ج ۶ ص ۵۷ «حمس») .
4.الدريئة : الحلقة التي يتعلّم الرامي الطعنَ والرّميَ عليها (لسان العرب : ج ۱ ص ۷۴ «درأ») .
5.الحدائق الوردية : ج ۱ ص ۱۳۱، الفتوح: ج ۶ ص ۲۱۱ وفيه عبد اللّه بن عوف بن الأحمر الأزدي وفيه بعض الأبيات ، أعيان الشيعة : ج ۸ ص ۳۸۱ نقلاً عن ابن الكلبي نحوه وفيه سبعة أبيات فقط .