359
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج6

۲۹۲۴.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي :لِدِعبلٍ مِن قَصيدَةٍ طَويلَةٍ [في رِثاءِ الإِمامِ السِّبطِ الشَّهيدِ عليه السلام ] :

أأَسبَلتَ دَمعَ العَينِ بِالعَبَراتِوَبِتَّ تُقاسي شِدَّةَ الزَّفَراتِ
وتَبكي عَلى آثارِ آلِ مُحَمَّدٍوقَد ضاقَ مِنكَ الصَّدرُ بِالحَسَراتِ
ألا فَابكِهِم حَقّا وأَجرِ عَلَيهِمُعُيونا لِرَيبِ الدَّهرِ مُنسَكِباتِ
ولا تَنسَ في يَومِ الطُّفوفِ مُصابَهُمبِداهِيَةٍ مِن أعظَمِ النَّكَباتِ
سَقَى اللّه ُ أجداثا عَلى طَفِّ كَربَلامَرابِعَ أمطارٍ مِنَ المُزُناتِ
وصَلِّ عَلى روحِ الحُسَينِ وجِسمِهِطَريحا عَلَى النَّهرَينِ بِالفَلَواتِ
قَتيلاً بِلا جُرمٍ يُنادي لِنَصرِهِفَريدا وَحيدا أينَ أينَ حُماتي
أأنسى وهذا النَّهرُ يَطفَحُ ظامِئاقَتيلاً ومَظلوما بِغَيرِ تِراتِ
فَقُل لابنِ سَعدٍ : أبعَدَ اللّه ُ سَعدَهُسَتَلقى عَذابَ النّارِ وَاللَّعَناتِ
سَأَندِبُ طولَ الدَّهرِ ما هَبَّتِ الصَّباوأَقنُتُ بِالآصالِ وَالغُدُواتِ
عَلى مَعشَرٍ ضَلّوا جَميعا عَنِ الهُدىوأَلقَوا رَسولَ اللّه ِ بِالكُرُباتِ
لَقَد رَفَعوا رَأسَ الحُسَينِ عَلَى القَناوساقوا نِساهُ حُسَّرا وَلِهاتِ۱

1.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۱۳۲ ؛ بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۲۷۵ ، الغدير : ج ۲ ص ۳۸۱ و فيهما «أنا الظامي العطشان في أرض غربة» بدل «أأنسى وهذا النهر يطفح ظامئاً» .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج6
358

3 / 2

دِعبِلٌ الخُزاعِيُّ ۱

۲۹۲۳.مختصر أخبار شعراء الشيعة :قالَ دِعبِلٌ : لَمّا قُلتُ : «مَدارِسُ آياتٍ» نَذَرتُ ألّا اُسمِعَها أحَدا قَبلَ الرِّضا عليه السلام ، فَسِرتُ إلَيه ؛ وكانَ وَلِيَّ عَهدِ المَأمونِ بِخُراسانَ ، فَلَمّا وَصَلتُ إلَيهِ أنشَدتُهُ إيّاها فَاستَحسَنَها وقالَ : لا تُنشِدها أحَدا حَتّى آمُرَكَ . وَاتَّصَلَ خَبَري بِالمَأمونِ فَأَحضَرَني وأَمرَني بِإِنشادِها ، فَقُلتُ : لا أعرِفُها ، فَقالَ : يا غُلامُ ! سَل ابنَ عَمِّيَ الرِّضا أن يَحضُرَ ، فَلَمّا حَضَرَ قالَ لَهُ : يا أَبَا الحَسَنِ ، إنّي قُلتُ لِدعبِلٍ يُنشِدُني «مَدارِسُ آياتٍ» فَذَكَرَ أنَّهُ لا يَعرِفُها ! فَالتَفَتَ إلَيَّ الرِّضا عليه السلام ، وقالَ : أنشِدها ، فَاندَفَعتُ اُنشِدُ :
تَجاوَبنَ بِالإِرنانِ وَالزَّفَراتِنَوائِحُ عُجمِ اللَّفظِ وَالنَّطِقاتِ ...
مَدارِسُ آياتٍ خَلَت مِن تِلاوَةٍومَنزِلُ وَحيٍ مُقفِرُ العَرَصاتِ
لِالِ رَسولِ اللّه ِ بِالخَيفِ مِن مِنىوبِالبَيتِ وَالتَّعريفِ وَالجَمَراتِ
دِيارٌ لِعَبدِ اللّه ِ بِالخَيفِ مِن مِنىوَلِلسَيِّدِ الدّاعي إلَى الصَّلَواتِ
دِيارُ عَلِيٍّ وَالحُسَينِ وَجَعفَرٍوَحَمزَةَ وَالسَّجادِ ذِي الثَّفِناتِ
دِيارٌ لِعَبدِ اللّه ِ وَالفَضلِ صِنوِهِنَجِيِّ رَسولِ اللّه ِ فِي الخَلَواتِ

وسِبطَي رَسولِ اللّه ِ وَابنَي وَصِيِّهِووارثِ عِلمِ اللّه ِ وَالحَسَناتِ ...
أفاطِمُ لَو خِلتِ الحُسَينَ مُجَدَّلاًوقَد ماتَ عَطشانا بِشَطِّ فُراتِ
إذَن لَلَطَمتِ الخَدَّ فاطِمُ عِندَهُوأَجرَيتِ دَمعَ العَينِ فِي الوَجَناتِ
أفاطِمُ قومي يَابنَةَ الخَيرِ وَاندُبينُجومَ سَماواتٍ بِأَرضِ فَلاةِ
قُبورٌ بِكوفانٍ ، واُخرى بِطَيبَةٍواُخرى بِفَخٍّ نالَها صَلَواتِ
وَاُخرى بِأَرضِ الجَوزَجانِ مَحِلُّهاوقَبرٌ بِباخَمرى لَدَى الغُرُباتِ
وقَبرٌ بِبَغدادٍ لِنَفسٍ زَكِيَّةٍتضَمَّنَها الرَّحمانُ فِي الغُرُفاتِ۲
فَأَمَّا المُهِمّاتُ الَّتي لَستُ بالِغامَبالِغَها مِنّي بِكُنهِ صِفاتِ
قُبورٌ بِبَطنِ النَّهرِ مِن أرضِ كَربَلامُعَرَّسُهُم مِنها بِشَطِّ فُراتِ
تُوُفّوا عُطاشى بِالفُراتِ فَلَيتَنيتُوُفّيتُ فيهِم قَبلَ حينَ وَفاتي
وآلُ رَسولِ اللّه ِ تُسبى حَريمُهُموآلُ زِيادٍ آمِنُوا السَّرَباتِ
وآلُ زِيادٍ فِي القُصورِ مَصونَةٌوآلُ رَسولِ اللّه ِ فِي الفَلَواتِ
إلَى اللّه ِ أشكو لَوعَةً عِندَ ذِكرِهِمسَقَتني بِكَأسِ الذُّلِّ وَالفَظَعاتِ ...۳

1.أبو عليّ دعبل بن عليّ بن رزين الخزاعي ، ولد سنة ۱۴۸ ه ، كان شاعرا أديبا ، ويعدّ من أكابر شعراء القرن الثالث . وكان شديد الحبّ والولاء لأهل البيت عليهم السلام ، حتّى كان يُسمع منه وهو يقول : أنا أحمل خشبتي على كتفي منذ خمسين سنة ، لست أجد أحدا يصلبني عليها ؛ وذلك لشدّة ذبّه عن أهل البيت النبويّ الطاهر والوقيعة في مناوئيهم . وله القصيدة التائيّة المعروفة التي أنشدها الإمامَ الرضا عليه السلام . قال الجاحظ : سمعت دعبل بن عليّ يقول : مكثت نحو ستّين سنة ، ليس من يوم ذرّ شارقه إلّا وأنا أقول فيه شعرا . واستشهد ظلما وعدوانا وهو شيخ كبير سنة ۲۴۶ ه في نواحي الأهواز ، وحُمل إلى الشوش ودُفن بها (راجع: الغدير : ج ۲ ص ۳۶۳) .

2.في بعض المصادر : إنّ دعبلاً لمّا بلغ هذا البيت قال له الرضا عليه السلام : أفلا اُلحق لك بهذا الموضع بيتين بهما تمام قصيدتك ؟ قال : بلى ـ يابن رسول اللّه ـ ، فقال عليه السلام : وَقَبرٌ بِطوسٍ يا لَها مِن مُصيبَةٍألَحَّت عَلَى الأَحشاءِ بِالزَّفَراتِ إلَى الحَشرِ حَتّى يَبعَثَ اللّه ُ قائِمايُفَرِّجُ عَنّا الغَمَّ وَالكُرُباتِ فقال دعبل : يابن رسول اللّه ! هذا القبر الذي بطوس قبر من ؟ قال عليه السلام : هو قبري (راجع : عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۲ ص ۲۶۳ و كمال الدين : ص ۳۷۴) .

3.مختصر أخبار شعراء الشيعة : ص ۹۹ ، العدد القوية : ص ۲۸۳ ، الدرّ النضيد : ص ۶۳ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۲۵۷ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۱۲۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج6
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1390
عدد المشاهدين : 266755
الصفحه من 430
طباعه  ارسل الي