49
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج6

۲۶۲۰.الأمالي للطوسي عن المنهال بن عمرو :دَخَلتُ عَلى عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام مُنصَرَفي مِن مَكَّةَ ، فَقالَ لي : يا مِنهاُل ، ما صَنَعَ حَرمَلَةُ بنُ كاهِلَةَ الأَسَدِيُّ ؟ فَقُلتُ : تَرَكتُهُ حَيّا بِالكوفَةِ .
قالَ : فَرَفَعَ يَدَيهِ جَميعا ، فَقالَ : اللّهُمَّ أذِقهُ حَرَّ الحَديدِ ، اللّهُمَّ أذِقهُ حَرَّ الحَديدِ ، اللّهُمَّ أذِقهُ حَرَّ النّارِ .
قالَ المِنهالُ : فَقَدِمتُ الكوفَةَ ، وقَد ظَهَرَ المُختارُ بنُ أبي عُبَيدٍ ، وكانَ لي صَديقا ، قالَ : فَكُنتُ في مَنزِلي أيّاما ، حَتَّى انقَطَعَ النّاسُ عَنّي ، ورَكِبتُ إلَيهِ ، فَلَقيتُهُ خارِجا مِن دارِهِ .
فَقالَ : يا مِنهالُ ، لَم تَأتِنا في وِلايَتِنا هذِهِ ، ولَم تُهَنِّنا بِها ، ولَم تَشرَكنا فيها؟!
فَأَعلَمتُهُ أنّي كُنتُ بِمَكَّةَ ، وأنّي قَد جِئتُكَ الآنَ ، وسايَرتُهُ ونَحنُ نَتَحَدَّثُ ، حَتّى أتَى الكِناسَ ، فَوَقَفَ وُقوفا كَأَنَّهُ يَنتَظِرُ شَيئا ، وقَد كانَ اُخبِرَ بِمَكانِ حَرمَلَةَ بنِ كاهِلَةَ ، فَوَجَّهَ في طَلَبِهِ ، فَلَم نَلبَث أن جاءَ قَومٌ يَركُضونَ وقَومٌ يَشتَدّونَ ، حَتّى قالوا : أيُّهَا الأَميرُ ، البِشارَةَ ، قَد اُخِذَ حَرمَلَةُ بنُ كاهِلَةَ ، فَما لَبِثنا أن جيءَ بِهِ ، فَلَمّا نَظَرَ إلَيهِ المُختارُ ، قالَ لِحَرمَلَةَ : الحَمدُ للّه ِِ الَّذي مَكَّنَني مِنكَ .
ثُمَّ قالَ : الجَزّارَ الجَزّارَ ! فَاُتِيَ بِجَزّارٍ ، فَقالَ لَهُ : اِقطَع يَدَيهِ ، فَقُطِعَتا . ثُمَّ قالَ لَهُ : اِقطَع رِجلَيهِ ، فَقُطِعَتا . ثُمَّ قالَ : النّارَ النّارَ ! فَاُتِيَ بِنارٍ وقَصَبٍ ، فَاُلقِيَ عَلَيهِ ، وَاشتَعَلَت فيهِ النّارُ .
فَقُلتُ : سُبحانَ اللّه ِ ! فَقالَ لي : يا مِنهالُ ! إنَّ التَّسبيحَ لَحَسَنٌ ، فَفيمَ سَبَّحتَ ؟
فَقُلتُ : أيُّهَا الأَميرُ ! دَخَلتُ في سَفرَتي هذِهِ مُنصَرَفي مِن مَكَّةَ عَلى عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَقالَ لي : يا مِنهالُ ، ما فَعَلَ حَرمَلَةُ بنُ كاهِلَةَ الأَسَدِيُّ ؟ فَقُلتُ : تَرَكتُهُ حَيّا بِالكوفَةِ . فَرَفَعَ يَدَيهِ جَميعا ، فَقالَ : اللّهُمَّ أذِقهُ حَرَّ الحَديدِ ، اللّهُمَّ أذِقهُ حَرَّ الحَديدِ ، اللّهُمَّ أذِقهُ حَرَّ النّارِ .
فَقالَ لِيَ المُختارُ : أسَمِعتَ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليه السلام يَقولُ هذا ؟ فَقُلتُ : وَاللّه ِ ، لَقَد سَمِعتُهُ قالَ .
فَنَزَلَ عَن دابَّتِهِ وصَلّى رَكعَتَينِ ، فَأَطالَ السُّجودَ ، ثُمَّ قامَ فَرَكِبَ ، وقَدِ احتَرَقَ حَرمَلَةُ ، ورَكِبتُ مَعَهُ وسِرنا ، فَحاذَيتُ داري ، فَقُلتُ : أيُّهَا الأَميرُ ! إن رَأَيتَ أن تُشَرِّفَني وتُكَرِّمَني وتَنزِلَ عِندي وتَحَرَّمَ بِطَعامي .
فَقالَ : يا مِنهالُ ! تُعلِمُني أنَّ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليه السلام دَعا بِأَربَعِ دَعَواتٍ ، فَأَجابَهُ اللّه ُ عَلى يَدَيَّ ، ثُمَّ تَأمُرُني أن آكُلَ ! هذا يَومُ صَومٍ شُكرا للّه ِِ عز و جل عَلى ما فَعَلتُهُ بِتَوفيقِهِ .
حَرمَلَةُ هُوَ الَّذي حَمَلَ رَأسَ الحُسَينِ عليه السلام . ۱

1.الأمالي للطوسي : ص ۲۳۸ ح ۴۲۳ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۳۲۴ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۳۳۲ ح ۱ وراجع : المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۱۳۳ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج6
48

راجع : ص 35 (حصين بن نمير) .

6 / 13

حَرمَلَةُ بنُ كاهِلٍ

كان حرملة من قبيلة بني أسد ، ومن رماة عسكر عمر بن سعد . وهو الذّي قتل الطفلَ الرضيع للإمام الحسين عليه السلام وهو في حجر أبيه بسهم رماه نحوه . ۱ وكذلك نُسب إليه قتلُ عبد اللّه بن الحسن ۲ . وكان له دور أيضا في استشهاد العبّاس بن عليّ عليهماالسلام ۳ ، وحمل رأسه الشريف إلى الكوفة . ۴
وبسبب جرائمه الشنيعة فقد نال جزاءه الدنيويّ ، حيث قبض عليه خلال ثورة المختار ، وأمر المختارُ أن تُقطع يداه ورجلاه، ثمّ أحرقوه . ۵

۲۶۱۹.المزار الكبيرـ في زِيارَةِ النّاحِيَةِـ : السَّلامُ عَلى عَبدِ اللّه ِ بنِ الحُسَينِ عليه السلام ، الطِّفلِ الرَّضيعِ، وَالمَرمِيِّ الصَّريعِ ، المُتَشَحِّطِ دَما ، المُصَعَّدِ دَمُهُ فِي السَّماءِ ، المَذبوحِ بِالسَّهمِ في حِجرِ أبيهِ ، لَعَنَ اللّه ُ رامِيَهُ حَرمَلَةَ بنَ كاهِلٍ الأَسَدِيِّ وذَويهِ ۶ .

1.راجع : ج ۴ ص ۳۰۲ (القسم الثامن / الفصل الرابع / الطفل الصغير) .

2.راجع : ج ۴ ص ۳۵۵ (القسم الثامن / الفصل السادس / عبد اللّه بن الحسن) .

3.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۰۶ وراجع : هذه الموسوعة : ج ۴ ص ۳۲۴ (القسم الثامن / الفصل الخامس / العبّاس بن علي) .

4.راجع : ج ۴ ص ۳۳۷ ح ۱۸۲۷ .

5.ذوب النّضار : ص ۱۲۱ وراجع : هذه الموسوعة : ج ۶ ص ۴۹ ح ۲۶۲۰ .

6.المزار الكبير : ص ۴۸۸ ، الإقبال : ج ۳ ص ۷۴ ، مصباح الزائر : ص ۲۷۹ ، المزار للشهيد الأوّل : ص ۲۷۹ وليس فيه من «المرميّ» إلى «حجر أبيه» ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۶۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج6
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1390
عدد المشاهدين : 239459
الصفحه من 430
طباعه  ارسل الي