65
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج6

۲۶۴۱.تاريخ الطبري عن حميد بن مسلم الأزديّ :جاءَ مِن عُبَيدِ اللّه ِ بنِ زِيادٍ كِتابٌ إلى عُمَرَ بنِ سَعدٍ : أمّا بَعدُ ، فَحُل بَينَ الحُسَينِ وأصحابِهِ وبَينَ الماءِ ، ولا يَذقوا مِنهُ قَطرَةً ، كَما صُنِعَ بِالتَّقِيِّ الزَّكِيِّ المَظلومِ أميرِ المُؤمِنينَ عُثمانَ بنِ عَفّانَ .
قالَ : فَبَعَثَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ عَمرَو بنَ الحَجّاجِ عَلى خَمسِمِئَةِ فارِسٍ ، فَنَزَلوا عَلَى الشَّريعَةِ ، وحالوا بَينَ حُسَينٍ عليه السلام وأصحابِهِ وبَينَ الماءِ أن يُسقَوا مِنهُ قَطرَةً ، وذلِكَ قَبلَ قَتلِ الحُسَينِ عليه السلام بِثَلاثٍ .
قالَ : ونازَلَهُ عَبدُ اللّه ِ بنُ أبي حُصَينٍ الأَزدِيُّ ـ وعِدادُهُ في بَجيلَةَ ـ فَقالَ : يا حُسَينُ ، ألا تَنظُرُ إلَى الماءِ كَأَنَّهُ كَبِدُ السَّماءِ ! وَاللّه ِ ، لا تَذوقُ مِنهُ قَطرَةً حَتّى تَموتَ عَطَشا . فَقالَ حُسَينٌ عليه السلام : اللّهُمَّ اقتُلهُ عَطَشا ، ولا تَغفِر لَهُ أبَدا !
قالَ حُمَيدُ بنُ مُسلِمٍ : وَاللّه ِ ، لَعُدتُهُ بَعدَ ذلِكَ في مَرَضِهِ ، فَوَاللّه ِ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ ، لَقَد رَأَيتُهُ يَشرَبُ حَتّى بَغِرَ ۱ ، ثُمَّ يَقيءُ ، ثُمَّ يَعودُ ، فَيَشرَبُ حَتّى يَبغَرَ فَما يَروى ، فَما زالَ ذلِكَ دَأبَهُ حَتّى لَفَظَ عَصَبَهُ ؛ يَعني نَفسَهُ . ۲

6 / 22

عَبدُ اللّه ِ بنُ حَوزَةَ

لا تتوفّر معلومات عن هويّته وحتّى عن اسمه الدقيق واسم أبيه ، وقد ذكرته المصادر الحديثيّة والتاريخيّة بأسماء مختلفة. لكن لمّا كانت كافّة هذه الأسماء ترتبط بقضيّة تاريخيّة واحدة يتّضح أنّ المقصود من جميعها واحد. والقضيّة هي أنّه حينما رأى النيران وصلت وراء خيام الإمام الحسين عليه السلام ، وأدرك أنّه لا يمكن الهجوم على الخيام من ورائها، جاء ووقف أمامَ الإمام عليه السلام ، وناداه بوقاحةٍ قائلاً : «أبشِر بالنار» ، فسأله الإمام عليه السلام عن اسمه ، فلمّا تبيّن أنّ اسمه «ابن حوزة» قال عليه السلام : «اللّهُمَّ حُزهُ إلى النار» .
وفي هذه الأثناء عثر به فرسُه فسقط عنه اللعين ، ولكن بقيت رجلُه معلّقةً بالركاب ، فاضطرب الفرس هائجا ورأس اللعين يُضرب بالأرض إلى أن هلك لعنه اللّه . ۳

1.البَغَر والبَغْر : الشِّرب بلا رِيّ . بَغِرَ بَغرا : إذا أكثر من الماء فلم يروَ (لسان العرب : ج ۴ ص ۷۲ «بغر») .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۱۲ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۸۹ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۸۶ ، روضة الواعظين : ص ۲۰۱ كلاهما نحوه وراجع : تذكرة الخواصّ : ص ۲۴۷ وتاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۲۴۳ .

3.راجع : ص ۶۶ ح ۲۶۴۲ و ص ۶۹ ح ۲۶۴۶ والإرشاد : ج ۲ ص ۱۰۲ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج6
64

6 / 21

عَبدُ اللّه ِ بنُ أبي الحُصَينِ

كان عبد اللّه بن أبي الحصين الأزدي البجلي أحد الفرسان الذين كانوا تحت إمرة عمرو بن الحجّاج ، والذين حالوا بين الماء وبين الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه ، وقد خاطب الإمامَ بكلّ وقاحة قائلاً : «يا حسين... واللّه ، لا تذوق منه قطرة حتّى تموت عطشاً» . فدعا الإمام عليه قائلاً : «اللّهمّ اقتله عطشاً» ، وهكذا صار، حيث اُصيب بالعطاش ، وكلّما كان يشرب الماء لا ينطفئ ضمؤه حتّى هلك . ۱
جدير بالذكر أنّ اسمه ورد في بعض المصادر بشكل عبد اللّه بن حصين، أو حصن ، أو عبد الرحمن بن حصين الأزدي أيضا . ۲
ويحتمل أن يكون هذا الشخص هو تميم بن حصين ذاته المتقدّم ذكره . ۳

1.راجع : ص ۶۵ ح ۲۶۴۱ .

2.راجع : ج ۴ ص ۴۴ (القسم الثامن / الفصل الأوّل / منع الماء عن الإمام عليه السلام وأصحابه في السابع من محرّم) .

3.راجع : ص ۴۷ (تميم بن حصين) .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج6
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1390
عدد المشاهدين : 239447
الصفحه من 430
طباعه  ارسل الي