۲۶۴۳.تاريخ الطبري عن مسروق بن وائل :كُنتُ في أوائِلِ الخَيلِ مِمَّن سارَ إلَى الحُسَينِ ، فَقُلتُ : أكونُ في أوائِلِها لِعَلّي اُصيبُ رَأسَ الحُسَينِ ، فَاُصيبُ بِهِ مَنزِلَةً عِندَ عُبَيدِ اللّه ِ بنِ زِيادٍ ، قالَ : فَلَمَّا انتَهَينا إلى حُسَينٍ ، تَقَدَّمَ رَجُلٌ مِنَ القَومِ يُقالُ لَهُ ابنُ حَوزَةَ ، فَقالَ : أفيكُم حُسَينٌ ؟ قالَ : فَسَكَتَ حُسَينٌ ، فَقالَها ثانِيَةً فَأَسكَتَ ، حَتّى إذا كانَتِ الثّالِثَةُ ، قالَ : قولوا لَهُ : نَعَم ، هذا حُسَينٌ ، فَما حاجَتُكَ ؟ قالَ : يا حُسَينُ أبشِرِ بِالنّارِ .
قالَ : كَذَبتَ ، بَل أقدَمُ عَلى رَبٍّ غَفورٍ ، وشَفيعٍ مُطاعٍ ، فَمَن أنتَ ؟ قالَ : ابنُ حَوزَةَ .
قالَ : فَرَفَعَ الحُسَينُ عليه السلام يَدَيهِ حَتّى رَأَينا بَياضَ إبطَيهِ مِن فَوقِ الثِّيابِ ، ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ حُزهُ إلَى النّارِ . قالَ : فَغَضِبَ ابنُ حَوزَةَ ، فَذَهَبَ لِيُقحِمَ إلَيهِ الفَرَسَ ، وبَينَهُ وبَينَهُ نَهرٌ ، قالَ : فَعَلِقَت قَدَمُهُ بِالرِّكابِ ، وجالَت بِهِ الفَرَسُ ، فَسَقَطَ عَنها ، قالَ : فَانقَطَعَت قَدَمُهُ وساقُهُ وفَخِذُهُ ، وبَقِيَ جانِبُهُ الآخَرُ مُتَعَلِّقاً بِالرِّكابِ .
قالَ : فَرَجَعَ مَسروقٌ وتَرَكَ الخَيلَ مِن وَرائِهِ .
قالَ : فَسَأَلتُهُ ، فَقالَ : لَقَد رَأَيتُ مِن أهلِ هذَا البَيتِ شَيئا لا اُقاتِلُهُم أبَدا . ۱
۲۶۴۴.الفتوح :أقبَلَ رَجُلٌ مِن مُعَسكَرِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ ـ يُقالُ لَهُ : مالِكُ بنُ حَوزةً ـ عَلى فَرَسٍ لَهُ حَتّى وَقَفَ عِندَ الخَندَقِ ، وجَعَلَ يُنادي : أبشِر يا حُسَينُ ! فَقَد تَلفَحُكَ النّارُ فِي الدُّنيا قَبلَ الآخِرَةِ !
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : كَذَبتَ يا عَدُوَّ اللّه ِ ! إنّي قادِمٌ عَلى رَبٍّ رَحيمٍ ، وشَفيعٍ مُطاعٍ ، وذلِكَ جَدّي رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله .
ثُمَّ قالَ الحُسَينُ عليه السلام : مَن هذَا الرَّجُلُ ؟ فَقالوا : هذا مالِكُ بنُ حَوزَةَ . فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : اللّهُمَّ حُزهُ إلَى النّارِ ، وأذِقهُ حَرَّها فِي الدُّنيا قَبلَ مَصيرِهِ إلَى الآخِرَةِ . قالَ : فَلَم يَكُن بِأَسرَعَ أن شَبَّ ۲ بِهِ الفَرَسُ ، فَأَلقَتهُ فِي النّارِ ، فَاحتَرَقَ .
قالَ : فَخَرَّ الحُسَينُ عليه السلام للّه ِِ ساجِدا مُطيعاً ، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ ، وقالَ : يا لَها مِن دَعوَةٍ ما كانَ أسرَعَ إجابَتَها .
قالَ : ثُمَّ رَفَعَ الحُسَينُ عليه السلام صَوتَهُ ونادى :
اللّهُمَّ ، إنّا أهلُ نَبِيِّكَ وذُرِّيَّتُهُ وقَرابَتُهُ ، فَاقصِم مَن ظَلَمَنا وغَصَبَنا حَقَّنا ، إنَّكَ سَميعُ مُجيبٌ . ۳
1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۳۱ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۴ ؛ عيون المعجزات : ص ۶۵ عن عطاء بن السائب عن أخيه وفيه «عبد اللّه بن جويرة» وكلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج۴۴ ص۱۸۷.
2.في المصدر : «شبث» ، والتصويب من مقتل الحسين للخوارزمي ، و شَبَّ الفَرَسُ : رَفَعَ يَدَيه جميعا كأنّها تَنزو نَزوانا (تاج العروس : ج ۲ ص ۹۳ «شبب»).
3.الفتوح : ج ۵ ص ۹۶ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۴۸ نحوه وفيه «مالك بن جريرة» وراجع : بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۳۰۱ ـ ۳۰۲ .