6 / 33
رَجُلٌ مُحتَرِقٌ
۲۶۸۱.الأمالي للطوسي عن محمّد بن سليمان :حَدَّثَني عَمّي : لَمّا خِفنا أيّامَ الحَجّاجِ ، خَرَجَ نَفَرٌ مِنّا مِنَ الكوفَةِ مُستَتِرينَ وخَرَجتُ مَعَهُم ، فَصِرنا إلى كَربَلاءَ ، ولَيسَ بِها مَوضِعٌ نَسكُنُهُ ، فَبَنَينا كوخا عَلى شاطِئِ الفُراتِ ، وقُلنا : نَأوي إلَيهِ ، فَبَينا نَحنُ فيهِ إذ جاءَنا رَجُلٌ غَريبٌ ، فَقالَ : أصيرُ مَعَكُم في هذَا الكوخ اللَّيلَةَ ، فَإِنّي عابِرُ سَبيلٍ ، فَأَجَبناهُ ، وقُلنا : غَريبٌ مُنقَطَعٌ بِهِ ، فَلَمّا غَرَبَتِ الشَّمسُ وَأظلَمَ اللَّيلُ أشعَلنا ، فَكُنّا نُشعِلُ بِالنِّفطِ ، ثُمَّ جَلَسنا نَتَذاكَرُ أمرَ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام ومُصيبَتَهُ وقَتلَهُ ومَن تَوَلّاهُ ، فَقُلنا : ما بَقِيَ أحَدٌ مِن قَتَلَةِ الحُسَيِن عليه السلام إلّا رَماهُ اللّه ُ بِبَلِيَّةٍ في بَدَنِهِ .
فَقالَ ذلِكَ الرَّجُلُ : فَأَنَا قَد كُنتُ فيمَن قَتَلَهُ ، وَاللّه ِ ما أصابَني سوءٌ ، وإنَّكُم يا قَومُ تَكذِبونَ . فَأَمسَكنا عَنهُ ، وقَلَّ ضَوءُ النِّفطِ ، فَقامَ ذلِكَ الرَّجُلُ لِيُصلِحَ الفَتيلَةَ بِإِصبَعِهِ ، فَأَخَذَتِ النّارُ كَفَّهُ ، فَخَرَجَ ونادى حَتّى ألقى نَفسَهُ فِي الفُراتِ يَتَغَوَّصُ بِهِ ، فَوَ اللّه ِ ، لَقَد رَأَيناهُ يُدخِلُ رَأسَهُ فِي الماءِ وَالنّارُ عَلى وَجهِ الماءِ ، فَإِذا أخرَجَ رَأسَهُ سَرَتِ النّارُ إلَيهِ ، فَتَغوصُهُ إلَى الماءِ ، ثُمَّ يُخرِجُهُ ، فَتَعودُ إلَيهِ ، فَلَم يَزَل ذلِكَ دَأبَهُ حَتّى هَلَكَ . ۱