447
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2

وتتمثّل الخطوة الاُولى باتّجاه ترسيخ الأُسرة ، بالالتزام بالآداب الّتي قرّرها الإسلام لتشكيل الأُسرة ۱ . وبالإضافة إلى ذلك ، فقد قدّمت أحاديث النبيّ صلى الله عليه و آله وأهل البيت عليهم السلام إرشادات قيّمة للغاية لتعزيز المودّة والقدسية في الأُسرة ، ويمكن تقسيم أهمّها إلى ثلاثة أقسام :
أ ـ الواجبات المشتركة بين الرجل والمرأة .
ب ـ الواجبات الخاصّة بالرجل .
ج ـ الواجبات الخاصّة بالمرأة .

أ ـ أهمّ الواجبات المشتركة بين الرجل والمرأة

1 . إظهار المودّة

من الآداب المهمّة للمعاشرة في الإسلام ، إظهار المودّة بين الزوجين ۲ . فقد روي عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله أنّه قال :
أبدِ المَوَدَّةَ لِمَن وادَّكَ تَكُن أثبَتَ . ۳
وجاء في روايةٍ أُخرى :
إذا أحَبَّ أحَدُكُم أخاهُ فَليُعلِمهُ ، فَإنَّهُ أصلَحَ لِذاتِ البَينِ . ۴
وبالطبع فإنّ كلّ شخص يحبّ زوجه ، وإظهار المحبّة له سيؤدّي إلى أن تترسّخ المحبّة بينهما أكثر ، وتترسّخ رابطتهما الأُسرية ، ويشتركان في هذا الواجب ، ولكن لشدّة حاجة المرأة إلى إظهار الرجل لمشاعره ، فإنّ الروايات الإسلامية أوصت

1.راجع : ص ۲۸۸ (الفصل الأوّل / آداب تأسيس الأُسرة) .

2.راجع : المحبّة في الكتاب و السنّة : القسم الأوّل / الفصل السادس / إعلام المحبّة .

3.الإخوان : ص ۱۳۶ ح ۶۶ .

4.النوادر للراوندي : ص ۱۲ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2
446

بل إنّ الرابطة العائلية تفتقر إلى المعنى الحقيقي من دون المحبّة والمودّة ، كما يقول الإمام علي عليه السلام :
صَديقُكَ أخوكَ لِأبيكَ واُمِّكَ ، وليسَ كُلُّ أخٍ لَكَ مِن أبيكَ واُمِّكَ صَديقُكَ! ۱
كما أنّ للمعتقدات الدينية والاعتقاد بقدسية الأُسرة ، دوراً بنّاءً ومصيرياً في الرابطة الأُسرية ؛ ذلك لأنّ الذين لا يحملون المعتقدات الدينية والذين لا يؤمنون بالقدسية المعنوية للأُسرة ولا يفكّرون إلّا في الظواهر المادّية للحياة ، لا يمكن الثقة بمحبّتهم والحياة معهم ، كما يقول عليه السلام :
وُدُّ أبناءِ الدُّنيا يَنقَطِعُ ، لِانقِطاعِ أسْبابِهِ . ۲
وله تعبير جميل آخر يقول فيه :
مَوَدَّةُ ذَوِي الدِّينِ بَطيئَةُ الانقِطاعِ ، دائِمَةُ الثَّباتِ والبَقاءِ . ۳
وقد ربط المدبّر الحكيم للعالم ، الزوجين برباط المحبّة بشكلٍ طبيعي بهدف تشكيل الأُسرة ، كما يقول تعالى :
«وَ مِنْ ءَايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُواْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَ رَحْمَةً» . ۴
وعلى هذا ، فإنّ كلّ ما يؤدّي إلى إشاعة المحبّة في محيط الأُسرة وإضفاء القدسية عليها ، فإنّه يرسّخ هذا الكيان المقدّس ، وكلّ ما يقلّل من المودّة في الأُسرة وقدسيتها ، سيؤدّي إلى ضعفها وانهيارها .

1.كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۴ ص ۳۹۰ ح ۵۸۳۴ .

2.غرر الحكم : ج ۶ ص ۲۳۸ ح ۱۰۱۱۷ .

3.غرر الحكم : ج ۶ ص ۱۳۲ ح ۹۸۰۶ . وراجع : المحبّة في الكتاب و السنّة : القسم الأوّل / الفصل الثالث / ما يوجب بقاء المودّة .

4.الروم : ۲۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 175587
الصفحه من 563
طباعه  ارسل الي