457
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2

أيُّمَا امرَأةٍ خَدَمَت زَوجَها سَبعَةَ أيّامٍ ، غَلَّقَ اللّهُ عَنها سَبعَةَ أبوابِ النّارِ ، وفَتَحَ لَها ثَمانِيَةَ أبوابِ الجَنَّةِ ، تَدخُلُ مِن أينَما شاءَت . ۱
ويعدّ التعاون بين الإمام علي عليه السلام وسيّدة نساء العالمين فاطمة عليه السلام أُنموذجاً جيّداً في هذا المجال للمجتمع الإسلامي . فقد روي عن الإمام الباقر عليه السلام قوله :
تَقاضى عَلِيٌّ وفاطِمَةُ عليهماالسلام إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فِي الخِدمَةِ ، فَقَضى عَلى فاطِمَةَ بِخِدمَةِ ما دونَ البابِ ، وقَضى عَلى عَلِيٍّ ما خَلفَهُ . فَقالَت فاطِمَةُ : فَلا يَعلَمُ ما داخَلَني مِنَ السُّرورِ إلَا اللّهُ بِإكفائي رَسولُ اللّهِ تَحُمَّلَ رِقابِ الرِّجالِ . ۲
وجاء في روايةٍ أُخرى عنه عليه السلام :
إنَّ فاطِمَةَ عليهاالسلام ضَمِنَت لِعَلِيٍّ عليه السلام عَمَلَ البَيتِ وَالعَجينَ وَالخَبزَ وقَمَّ البَيتِ ، وضَمِنَ لَها عَلِيٌّ عليه السلام ما كانَ خَلفَ البابِ مِن نَقلِ الحَطَبِ وأن يَجيءَ بِالطَّعامِ . ۳
ومن البديهي أنّ هذا التقسيم للعمل ، كان يتطابق مع الظروف الاجتماعية في ذلك العصر . وبناءً على ذلك فإنّ التعاون بين المرأة والرجل يمكن أن يتمّ تنظيمه حسب ظروف حياتهما في كلّ عصر ، بل في كلّ أسرة .

6 . الاحترام المتبادل

يتمثّل العامل السادس لتوثيق الرابطة الأُسرية ، في الاحترام المتبادل بين أفراد العائلة ، ولا يقتصر هذا الواجب الأخلاقي على الأُسرة ، بل إنّ من واجب كلّ مسلم أن يتعامل باحترام مع المسلم الآخر ، بل مع جميع الناس ، إلّا أنّ الاحترام المتبادل بين الزوجة والزوج وبين الوالدين والأولاد ، حظي بتأكيد أكبر دون شكّ ؛ بسبب

1.راجع : ص ۳۶۸ ح ۱۹۳۶.

2.راجع : ص ۳۴۱ ح ۱۸۳۷.

3.راجع : ص ۳۴۲ ح ۱۸۳۸.


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2
456

مثل : الذكر والدعاء ، ۱ وبذلك ستتوفّر أرضية أُخرى لترسيخ الأُسرة .

5 . التعاون

من الواجبات الأخلاقية المشتركة بين الزوجين والّتي لها دور رئيس في ترسيخ أساس الأُسرة، مساعدة بعضهما للبعض الآخر في إدارة شؤون الحياة.
وتتضمّن الروايات الإسلامية تعابير سامية وملفتة للنظر في هذا المجال ، حيث تضفي قدسية خاصّة على عامل الترسيخ هذا ، حيث جاء في حديثٍ عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله خاطب فيه الإمام عليّاً عليه السلام :
يا عَلِيُّ ، لا يَخدِمُ العِيالَ إلّا صِدّيقٌ أو شَهيدٌ ، أو رَجُلٌ يُريدُ اللّهِ بِهِ خَيرَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ . ۲
ونقرأ في حديثٍ آخر :
خِدمَتُكَ زَوجَتَكَ صَدَقَةٌ . ۳
وجاء في حديثٍ آخر :
إنَّ الرَّجُلَ إذا سَقَى امرَأتَهُ مِنَ الماءِ اُجِرَ . ۴
ويقول أيضاً :
المُؤمِنُ يُؤجَرُ في كُلِّ شَيءٍ ، حَتّى فِي اللُّقمَةِ يَرفَعُها إلى فِي امرَأتِهِ . ۵
كما روي حول مساعدة المرأة لزوجها في الحياة :

1.راجع : ص ۴۲۶ (الفصل الثاني / ما ينبغي رعايته في المباشرة / الذكر والدعاء) .

2.راجع : ص ۳۶۶ ح ۱۹۲۹.

3.راجع : ص ۳۶۶ ح ۱۹۲۷.

4.راجع : ص ۳۶۷ ح ۱۹۳۱.

5.راجع : ص ۳۶۷ ح ۱۹۳۴.

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 175648
الصفحه من 563
طباعه  ارسل الي