503
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2

لتأمينها، فإنّها سوف تتسبّب في أذية زوجها، فضلاً عن أنّها ستغضب اللّه ـ تعالى ـ .
وقد يتمخّض عن هذه الحالة أن يتّجه الرجل على أثر لوم المرأة المتكرّر له ، إلى السرقة والاختلاس والأعمال غير المشروعة ، بل إنّه قد يلجأ أحياناً إلى الهرب من البيت ، بل وحتّى الإدمان ، أو قد يتطوّر الأمر إلى نهاية مؤلمة ، وهي التفكير في الطلاق .
وعلى جميع هذه الفروض ، سوف تنخفض الطمأنينة الروحية للزوج وتنعكس كآبته وحالاته العصبية على العلاقات العائلية ، وبذلك يتضرّر أكثر أهداف الزواج أهمّية (أي الطمأنينة والسكن في الحياة) . ولذلك ، فقد نهت الروايات الإسلامية المرأة بشدّة عن دفع زوجها إلى ما لا طاقة له :
أيُّمَا امرَأةٍ أدخَلَت عَلى زَوجِها في أمرِ النَّفَقَةِ وكَلَّفَتهُ ما لا يُطيقُ ، لا يَقبَلُ اللّهُ مِنها صَرفا ولا عَدلاً ، إلّا أن تَتوبَ وتَرجِعَ وتَطلُبَ مِنهُ طاقَتَهُ . ۱

4 . المنّة على الزوج

على النساء اللّاتي يتفوّقن على أزواجهنّ من حيث الثروة أو المكانة الاجتماعية ، أن يلتفتن إلى أنّ عليهنّ أن لا يمننّ على أزواجهنّ بثروتهنّ ومركزهنّ الاجتماعي ، فالمنّة عليهم هي آفة سعادة الحياة العائلية ، وقد تؤدّي إلى انهيارها . وقد أدانت بعض الروايات هذا السلوك غير الأخلاقي بشدّة :
لَو أنَّ جَميعَ ما فِي الأرضِ مِن ذَهَبٍ وفِضَّةٍ حَمَلَتهُ المَرأةُ إلى بَيتِ زَوجِها ، ثُمَّ ضَرَبَت عَلى رَأسِ زَوجِها يَوما مِنَ الأيّامِ ، تَقولُ : «مَن أنتَ ؟ إنَّمَا المالُ مالي» ، حَبِطَ عَمَلُها ولَو كانَت مِن أعبَدِ النّاسِ ، إلّا أن تَتوبَ وتَرجِعَ وتَعتَذِرَ إلى زَوجِها . ۲

1.راجع : ص ۴۸۳ ح ۲۲۷۱.

2.راجع : ص ۴۸۴ ح ۲۲۷۶.


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2
502

2 . جحود المرأة لزوجها

إنّ المرأة بحاجة إلى محبّة الزوج أكثر من الرجل ، والرجل بحاجة إلى شكر المرأة وتقديرها له ، فإذا لم تلبِّ المرأة هذه الحاجة الروحية للرجل أو أبدت ردّ فعل يتعارض معها ، فإنّ ذلك سينجرّ إلى سلسلة من الشكوى والعتاب الداخليين بشكلٍ تدريجي ، ويضعضع أساس الأُسرة ، ولذلك فقد نهت الروايات النساء بشدّة عن نكران جميل الأزواج وعدم شكره ، كما نلاحظ في الرواية التالية :
لا يَنظُرُ اللّهُ إلَى امرَأَةٍ لا تَشكُرُ لِزَوجِها وهِيَ لا تَستَغني عَنهُ . ۱
وجاء في روايةٍ أُخرى :
أيُّمَا امرَأةٍ قالَت لِزَوجِها : «ما رَأيتُ قَطُّ مِن وَجهِكَ خَيرا» ، فَقَد حَبِطَ عَمَلُها . ۲

3 . التوقّعات غير المبرّرة من الزوج

يسعى الرجل باعتباره المسؤول عن تكوين الأُسرة وتنميتها ۳
والمحافظة عليها لأن يؤمّن حاجاته وحاجات أُسرته الأساسية ، ۴ وهذه هي خصوصية العائلة السوية والمتعارف عليها ، ومثل هذا السعي موجود في جميع الرجال ، إلّا إذا كان مُبتلى بالإدمان ، أو الأمراض الأخلاقية والاجتماعية . ولأنّ هذا الواجب يمثّل تكليفاً إلهيّاً ، فإنّه لا يوجب المنّة على المرأة . ولكنّ المشكلة تبدأ من النقطة الّتي لا يمتلك الرجل فيها القدرة على تأمين مطالب المرأة بسبب الظروف الخاصّة والأزمات المالية ، أو لا يستطيع تلبية متطلّبات المرأة بالمستوى المطلوب ، وإذا ما لم تصرّ المرأة في هاتين الحالتين على مطالبها ، ولم تمارس الضغوط على زوجها

1.راجع : ص ۴۸۲ ح ۲۲۶۷.

2.راجع : ص ۴۸۲ ح ۲۲۶۹.

3.راجع : ص ۴۶۱ (الواجبات الخاصّة بالرجل) .

4.راجع : ص ۴۸۲ (إغضاب الزّوج) .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 175550
الصفحه من 563
طباعه  ارسل الي