379
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج9

إنّ أوّل رسالة تكامليّة للأنبياء تتلخّص فيها كلّ أهدافهم هي التوحيد . ۱
وأوّل رسالة اجتماعيّة لأصل التوحيد هي النهوص لتحقيق العدالة الاجتماعيّة ، ولا يمكن تحقيق هذا الهدف السامي إلّا من خلال تلاحم الجماهير واتّحادها والتفافها حول إمام عادل . ۲
إنّ إقامة العدالة ودوام نفوذها وانبساطها في المجتمع رهينة بتوفير الحرّيات المشروعة والبنّاءة لأبناء الاُمّة واختيارهم الواعي ، والمبلّغ مكلّف بالسعي لإشاعة هذا النوع من الحرّيات . ۳
وإحدى المسائل المهمّة التي توفّر أجواء بسط العدالة الاجتماعيّة وديمومتها تتجسّد في مقدرة جماهير الشعب على تحليل المسائل الثقافيّة والسياسيّة والاجتماعيّة واستيعابها . ويجب على المبلّغ أن يوجّه الناس ليكونوا من أنصار الحقّ لا من أنصار نزعة المطلق ، ويحذّرهم من الانقياد الأعمى للأشخاص ، وأن يكون مقياسهم في اتّباع الشخصيّات والأحزاب هو الحقّ وليس الشخصيّات العظيمة والمبجّلة ، ويرشدهم إلى معرفة الحقّ بمعيار الحقّ لا بمعيار الشخصيّات ، وذلك أنّ الشخصيّات نفسها يجب أن تقاس بمعيار الحقّ . ۴
إنّ العدالة الاجتماعيّة في مدرسة الأنبياء مقدّمة تمهيديّة لازدهار الطاقات البشريّة وبلوغ الإنسان الغاية العليا للإنسانيّة . والذي يقرّب الإنسان من هذا الهدف هو اجتناب الرذائل ، والتحلّي بالفضائل ومكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال . ۵

1.راجع : ص ۳۴۳ (الدعوة إلى الإيمان بالتوحيد) .

2.راجع : ص ۳۴۶ (الدعوة إلى الاُلفة واجتناب الفرقة) ص و ۳۴۸ (الدعوة إلى القيام بالقسط) و ص ۳۴۹ (الدعوة إلى قيادة الإمام العادل) .

3.راجع : ص ۳۵۰ (الدعوة إلى الحرية الهادفة) .

4.راجع : ص ۳۵۲ (الدعوة إلى معرفة أهل الحق بالحق) .

5.راجع : ص ۳۵۴ (الدعوة إلى التقوى واالورع) و ص ۳۵۶ (الدعوة إلى مكارم الأخلاق) و ص ۳۵۸ (الدعوة إلى محاسن الأعمال) .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج9
378

ويتعيّن على المبلّغ في الخطوة الاُولى التي يخطوها على طريق تعريف الناس بمدرسة الأنبياء ، أن يركّز خطّته أوّلاً على إيقاظ ضمير المخاطب وفطرته ، ثمّ العمل بما من شأنه أن يدفعه نحو التفكير والتأمّل . ۱
وإذا تسنّى للإنسان العودة إلى فطرته ، وفُتحت أمامه سبل التعقّل والتفكير ، فإنّه يخرج عندئذٍ من ظلمات الجهل إلى نور الفطرة والعقل ، وتتوفّر له ، في ضوء ذلك ، معرفة الحقائق التي جاء بها الأنبياء لهداية بني الإنسان . ۲
بعد إعداد المخاطب لتقبّل الرسالة الإلهيّة ، ينبغي أن تكون أوّل رسالة تُنقل إليه هي أنّ منهج التكامل الإنساني الذي بعثه اللّه مع الأنبياء لا يقتصر على المصالح المعنويّة والاُخرويّة ، بل يضمن أيضاً مصالحه الماديّة والدنيويّة . وفي حالة تحقّق المجتمع الإنساني الذي كان ينشده الأنبياء ، يعيش المرء أطيب حياة في الدنيا والآخرة . ۳
إنّ الإنسان كائن مجهول ، وعلى الرغم ممّا أحرزه العلم من تقدّم في جميع الميادين ، إلّا أنّه لم يتمكّن إلى الآن من كشف الأسرار الخفيّة الكامنة في هذا المخلوق المعقّد البناء . ومن هنا ، فإنّ العقل البشري عاجز عن رسم طريق تكامله المادّي والمعنوي ، وتبقى معرفة هذا الطريق غير ممكنة إلّا من خلال الارتباط بعالم الغيب ، ومعرفة ذلك العالم ، والإيمان به ، ولا يمكن إيجاد مثل هذا الارتباط إلّا عن طريق الأنبياء . ۴

1.راجع : ص ۳۳۹ (الفصل الثالث: رسالة المبلّغ / إثارة الفطرة والعقل).

2.راجع : ص ۳۴۰ (إخراج الناس من الظلمات إلى النور) .

3.راجع : ص ۳۴۱ (الدعوة إلى مصالح الدين والدنيا) .

4.راجع : ص ۳۴۲ (الدعوة إلى الإيمان بالغيب) و ص ۳۴۴ (الدعوة إلى الإيمان بالنبوّة) و ص ۳۴۵ (الدعوة إلى الإيمان بالمعاد) .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج9
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 155550
الصفحه من 506
طباعه  ارسل الي