حواشى شيخ بهاءالدين عاملى و شيخ ابراهيم حرفوشى بر اصول كافى، شش باب از كتاب التوحيد - صفحه 146

قوله: إِنَّ كُلَّ شَيْئَيْنِ وَصَفْتَ اللَّهَ بِهِمَا.
أي: كلّ شيئين يطلق عليه تعالى بالنفي و الإثبات كما تقول: إنّ اللَّه أراد هذا و لم‏يرد هذا و إنّ اللَّه تعالى يحبّ من أطاعه و يسخط من عصاه فذلك متعلّق بالفعل فصفته كالمشيئة المحدثة و لا يكون من صفات الذات.
حاصل الكلام أنّ كلّ شيئين متناقضين كالإرادة و الكراهة و المحبّة و العداوة و كانا في نفس الأمر ثابتان له تعالى و صحّ إطلاقهما عليه تعالى كما تقول: ما يريد اللَّه الظلم و يريد العدل و الإحسان فهو صفة فعل و متعلّقه و ليس من صفات الذات كالعلم و القدرة لأنّ ما كان من صفات الذات لا يصحّ أن يكون ثابتاً لله تعالى في بعض الأوقات و منفيّاً عنه في بعض أُخر بل لم يزل اللَّه تعالى متّصفاً به و هو ثابت‏آً له في الوجود و نفس الأمر؛ لأنّه عين ذاته تعالى فلم نجد في نفس الأمر ما لا يعلم و ما لا يقدر عليه و لا يشكل بقولك: لا يقدر اللَّه علي الممتنع؛ لأنّك تعلم أنّ كلامنا في الأشياء الموجودة في نفس الأمر و ليس في الممتنع وجود في نفس الأمر و لذلك قلنا: إنّا نجد في الوجود ما لا يعلم و ما لا يعلم يقدر عليه و ليس عدم القدرة علي الممتنع للعجز؛ بل لأنّ الممتنع لعدم وجوده في نفس الأمر ليس قابلاً لقبول القدرة فلا يجوز اتّصافه بالقدرة و العجز و لمّا كانت إرادة اللَّه الفعل لا غير لا يصحّ أن يقال: إنّه تعالى أراد أن يكون ربّاً و قديماً و يصحّ أن يقال له: لم يزل اللَّه تعالى عالماً قادراً لأنّهما من صفات الذات ينفيان عنه تعالى الجهل و العجز و كذلك سائر صفات الذات بخلاف ما كان من صفات الفعل فإنّه لا ينفي عنه تعالى ضدّه فلا يقال: إنّ الإرادة نفي عنه الكراهة و المحبّة تنفي عنه العداوة؛ لأنّه يجوز أن يقال: يحبّ من أطاعه و يبغض من عصاه و أراد هذا و لم يرد هذا.

صفحه از 148