عقود المرجان لحواشى القرآن‏ - صفحه 139

نقل و از آن دفاع مى‏كند. يكى از اين آيات، آيه اكمال است. بنگريد:
«اليوم أكملت». روي: أنّه لمّا نزلت: «اليوم أكملت» فرح الصحابة و أظهروا السرور إلّا أكابرهم كأبي‏بكر الصدّيق و غيره، فإنّهم حزنوا و قالوا: ليس بعد الإكمال إلّا النقص و الزوال. و كان كما ظنّوا. فإنّه عليه السلام لم‏يعمر بعدها إلّا إحدى و ثمانين يوماً و لم‏يحصل في الشريعة بعدها زيادة و لا نقصان. قال العلماء: كان ذلك جار مجرى إخبار النبيّ عليه السلام عن قرب وفاته. و ذلك إخبار بالغيب، فيكون معجزاً. (13: ج 6، ص 55) أقول: ما نقله هذا الفاضل عن حزن أبي‏بكر و أمثاله لا لما قاله، بل له وجه آخر لايخفى على اللّبيب.
«اليوم». بالطرق المستفيضة الصحيحة عن الباقر عليه السلام قال: كانت الفريضة تنزل بعد الفريضة...الأخرى، و كانت الولاية آخر الفرائض. فأنزل اللَّه: «اليوم» - الآية. يقول اللَّه: لا أنزل بعدها فريضة. (۱۱: ج ۱، ص ۲۸۹ ، ح ۴)
أقول: أطبق أهل البيت عليهم السلام و علماء مذهبهم و جمهور مخالفيهم على نزول هذه الآية في حكاية غدير خمّ لمّا أمر اللَّه نبيّه صلّى اللَّه عليه و آله أن ينصب أميرالمؤمنين عليه السلام علماً للناس و خليفة من بعده. و حكى السيّد ابن‏طاووس أ نّهم - أي الجمهور - رووا حديث غدير خمّ و تفاصيله ممّا يقرب من خمسمائة طريق إلّا أ نّهم طوّلوا عليه لسان التأويل.
«اليوم». فيه أقوال. أحدها: أكملت لكم فرائضكم و حلالي و حرامي، فلا زيادة و لا نقصان بالنسخ. و كان يوم عرفة عام حجّة الوداع. عن ابن‏عبّاس و جماعة. و مات بعد الآية بإحدي و ثمانين ليلة. و أمّا وصف الدين بالكمال، مع أ نّه لا نقصان فيه أبداً، فهو أ نّه كان قبل ذلك معرضاً للنسخ و الزيادة فيه و نزول الوحي بالتحريم و التحليل، فوصفه بالكمال من قبيل وصف العشرة بأ نّها كاملة و إن كانت المائة أكمل منها. و ثانيها: أكملت لكم حجّكم و أفردتكم بالبلد الحرام تحجّونه دون المشركين. و اختاره

صفحه از 140