دو سند در مورد كتابخانه ناصريه هند - صفحه 192

سند اول - يادداشت علّامه امينى‏

كان مكتبة الناصرية العامرة فى هواجس ضميرى مثال ما أعظمه و اكبره، منذ وقفت على تآليف مؤسسيها، ابطال العلم و حجج المناظرة و آيات الحِجاج و أعلام‏الدين و رجال المذهب، من «تشييد المطاعن» و «عبقات الانوار» و «استقصاء الإفحام»، الى آثار و مآثر خالدة مع الأبد، المزدانة بها مكتبات الدنيا.
و كنت أغدو و أروح، و شوقى اليها فادح، انتهز الفرصة، و أتسوّف حيناً بعد حين، إلى أن اُتيح لى السفر الى ديار الهند و زيارة مكتباتها المفحمة بالنفايس و الثقل، منّاً من اللَّه العزيز، وله الشكر و ألف شكر.
فبدأت بزيارة هذه المكتبة الزاهرة، و ألقيت عصا السير فى لكهنو، شهر رمضان من سنتنا هذه 1380، فغدوت أختلف اليها و أصرف دون الإستثمار من حقها اليانع، ليلى و نهارى. و أقضى فى البحث عمّا فيها من الّثمر الشخص جلّ وقتى. فوجدتها ثروة علمية طايلة اسلامية يتباهى بها جمعتها يد الهمة القعساء و القدرة و الكرامة - و لا حول و لا قوّة الّا باللَّه - فما شاهدت طيلة حياتى الآن مع كثرة ما رأيت من المكتبات الحافلة فى أمصار الشرق و أرجاء البلاد الاسلامية مكتبة لهذه لنفايس الآثار و نوادر الأسفار، حاوية للترّاث العلمى من شتّات كلّ علم و فن.
و إنّى و إن اقدّر جدّاً جميع مكتبات الهند، و تعجبنى مكتبة جامعة عليگر و رامپور و پنته، و فى كلّ منها نوادر و درر و غرر تخصّ به، و فيها آثار قيّمة فى نواميس الاسلام المقدّس و مآثر باقية انتجته يمنى السلف الفطاحل، غير أنّ مكتبة الناصريّة هى أعظمها خطراً و أجمعها اثراً و أهمّها مكانة.
فسلام اللَّه على سلف صالح أسّسها و على خلف بارّ يقيم أودها و يدير شئونها و يتحفّظ عليها و يبذل الجهد فى توطيدها.
و الذى يورث الهمّ و يجلب الغمّ، ذهول هذه الأمّة المسلمة الذاهلة عن صالحها عن العناية بهذه المكتبة الفخمة و بغيرها من المكتبات فى هذه المدن الحارّ جوّها، البارد

صفحه از 196