عشرة جبال فقال: أحيي بإذن اللَّه فانكف لحم كل واحد و عظمه إلى رأسه و طارت إلى إبراهيم.
3. (ذيل آية 55 من سورة المائدة)
أقول: في هذه الآية أقوى دليل على خلافة أميرالمؤمنين عليه السلام بلا فصل و على شرفه و فضله و كماله الذي ليس لأحد مثله.
4. قوله: (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً) 1 إلى قوله: (وَ ما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) 2
قال: هذا لما خرج من الغار و كان من خبره إن أباه آزر كان منجماً لنمرودبن كنعان أني أرى في حساب النجوم أنه يجيء في هذا الزمان رجلاً ينسخ هذا الدين و يدعوا إلى دين آخر. فقال نمرود: في أي بلادٍ يكون؟ قال: آزر في هذه البلاد. قال نمرود: أولد؟ قال: لا. قال: ينبغي أننفرق بين الرجال و النساء؛ ففرق بينهم و حملت أم إبراهيم بإبراهيم و لميبن حملها فلما حان ولادتها قالت لآزر: إني عليلة و أريد أن أعتزل عنك و كانت المرأة إذا اعتلت اعتزلت زوجها فخرجت و اعتزلت في غار و وضعت ابراهيم فقمطته و رجعت إلى منزلها و سدت باب الغار بالحجارة فأجرى اللَّه سبحانه لبناً من إبهامه و كان نمرود يقتل كل ذكر يولد فما زال إبراهيم في الغار و كان يشب كل يوم كما يشب غيره في الشهر حتّى أتى له ثلاثةعشر سنة فلما أتى له ثلاثةعشر سنة زارته أمه من الغار و قد غابت الشمس نظر إلى فلما أرادت أنتفارقه تشبث بها. فقالت: يا بني إن الملك إن علم أنك ولدت قتلك. فلما خرجت أمه من الغار و قد غابت الشمس نظر إلى الزهرة في السماء فقال: فهذا فلما غابت قال: لو كان رباً ما تحرك و ما برح ثم قال: (لاأُحِبُّ الآْفِلِينَ) 3؛ و الأفل: الذي يغيب فلما كان بعد ذلك طلع القمر فقال إبراهيم: (هذا رَبِّي) 4؛ هذا أحسن فلما تحرك و زال (قالَ لَئِنْ لَمْيَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ