10. قوله: (لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أوْ يَخْشى)۱
ذهب بعض المعتزلة في هذا إلى أن اللَّه لايعلم أن فرعون لايتذكر و لايخشى لولا ذلك لميقل لعل و هذا فاسد.
أقول: لأن اللَّه سبحانه يعلم بالحال و الإستقبال و المعنى أنه عالم بكل معلوم لأن نسبته جميع المعلومات إليه بالسوية فيعلمها كلها كلية و جزئية و من قال بغير ذلك كفر؛ و إنما قال ذلك لأن موسى لما قال له اللَّه: (اِذْهَبْ اِلى فِرْعَوْنَ)۲؛ (قَالَ: رَبِّ إِنِّى قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأخافُ أنْيَقْتُلُونَ)۳؛ فلما خاف أنيذهب أطعمه اللَّه بقوله: (يَتَذَكَّرُ أوْ يَخْشى)۴؛ فطمع موسى و طابت نفسه بقول اللَّه لعله أن اللَّه لميعلم أنه لايتذكر أو يخشى و لكن لهذه العلة.
11. قوله: (وَ لَقَدْ عَهِدْنا اِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِىَ)۵
أقول: إن النسيان هنا الترك فإن الأنبياء لاينسون الأمور الدنية ما نهاه عنه من أكل الشجرة فنسى و أكل.
12. (قالُوا مَنْ فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ)۶؛ فقالوا هاهنا: (فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ)۷ ابن آزر.
أقول: قامت الدلائل العقلية و النقلية إن آباء الأنبياء و الأئمة لايكونون كفرة فآزر كان خاله و قيل عمه و ربّاه و اتفق الناس من اليهود و النصارى و المسلمين أن أبا إبراهيم كان اسمه تارخ.
13. قوله: (يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ)۸؛ السجل: اسم ملك يطوي الكتب و معنى (نَطْوِي السَّماءَ)۹؛ أي نفنيها فتتحول السماوات جناناً و الأرض ناراً.