أقول: هذا الكلام يوهم أن الجنة و النار لميخلقا الآن و إنهما يخلقان و هو رأى بعض و ليس كذلك لأنهما مخلوقتان لقوله: (أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)۱ و قوله: (يُعْرَضُونَ عَلَيْها)۲
14. (ذيل آية 52 من سورة الحج)
قوله: (أَ فَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَ الْعُزَّى وَ مَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى)۳؛ أجرى إبليس على لسانه:
و إنها الغرانيق العلىو إن شفاعتها لترتجى
هكذا روي السيد المرتضى ففرحت قريش و سجدوا و كان في القوم الوليدبن المغيرة المخزومي و هو شيخ كبير فأخذ كفاً من الحصى في كفه و سجد عليه و هو قاعد و قالت قريش: قد أقر محمّد بشفاعة اللات و العزى كما قالوا: (ما نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى)۴؛ فنزل عليه جبرئيل و قال: يا محمّد قرأت ما لمأنزل عليك و قال: اقرأ: (ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ)۵ الآية.
أقول: هذا لايجوز على أحد من الأنبياء لأنهم معصومين صلوات اللَّه عليهم.
15. قوله: (مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ)۶؛ الآية هذا رد على النصارى و على الثنوية الذين قالوا: بإلهين و سأل بعض الثنوية هشامبن الحكم فقال: ما الدليل على أن الصانع واحد فقال: إتصال التدبير و ثباته و قوام بعضه ببعض يدل على أن الصانع واحد و التدبير لواحد و لو كان الإثنين لاختلفا في التدبير و لميقم العالم و هو ما احتج به تعالى فقال: (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتا)۷
أقول: الدليل على أن الصانع واحد و هو دليل التوحيد أنه لو كان في الوجود واجب الوجود واجباً لكانا قد اشتركا في وجوب الوجود و لابد من مايز و ما به الإشتراك غير ما به الإمتياز فيكون كل واحد منهما مركباً مما به الإشتراك و مما به الإمتياز هو يدل على