كثيراً ما ينزل عليه فنظر إلى ابنه نظراً حديداً ففزع سليمان من ذلك و قال: لأمه إن ملك الموت قد نظر إلى ابنك نظرة و ما أظنه إلا و قد أمر بقبض روحه و قال الجن و الشياطين هل لكم حيلة في ابني تفرون به من ملك الموت قال واحد: أنا أضعه تحت عين الشمس في المشرق فقال سليمان: إن ملك الموت ليخرق ما بين المشرق و المغرب فقال واحد: أنا 0أضعه في الارضين السابعة قال: إن ملك الموت يبلغه فقال واحد: أنا أضعه في السحاب في الهواء فرفع و وضعه في السحاب فجاء ملك الموت فقبض روحه في السحاب فوقع جسده ميتاً على كرسي سليمان فعلم سليمان أنه قد أخطى فحكى اللَّه ذلك.
أقول: كل هذا سوء أدب في حق الأنبياء المعصومين بالروايات الفاسدة الباطلة و كل ما ذكره لميكن وقع منه شيء و لا في لفظ الآية ما يدل على شيء منه فليتأمل فإن ما يقول مثل هذا الكلام إلّا الحشوية و المغفلة الذين لايعرفون حق الأنبياء و الذين يقدرون عليهم الخطأ و القبائح و أما الامامية فإنهم أقاموا الدلائل على أنهم معصومون من الكبائر و الصغائر عمداً و سهواً قبل النبوة و بعدها لأن ذلك ينكر عليهم و ما يقول مثل هذه الكفريات و المحرمات إلّا من لايعرف حق الأنبياء و أنه خلاصة اللَّه من خلقه و أنهم أشرف من الملائكة.
19. (ذيل آية 36 من سورة ص)
روي عن أبيعبداللَّه عليه السلام أنه قال: جعل اللَّه ملك سليمان في خاتمه فإذا لبسه حضرته الجن و الإنس و الشياطين و أطاعوه و كذلك جميع الحيوانات فلما مسح أعناق الخيل و سوقها بالسيوف سلبه اللَّه ملكه فكان إذا دخل الخلا دفع خاتمه إلى بعض من كان يلي خدمته فجاء الشيطان فخدع الخادم و أخذ منه الخاتم و لبسه فحشرت عليه الشياطين و الجن و الإنس و الطير و الوحش و خرج سليمان و طلب الخاتم فلميجده فهرب و مرّ على ساحل البحر فأنكرت بنوإسرائيل الشيطان الذي تصور بصورة سليمان و صاروا إلى أمّه فقالوا تنكرين من سليمان شيئاً قالت: كان أبر الناس بي و هو يعصيني اليوم فصاروا