تعليقات ابن ‏عتائقى بر تفسير على ‏بن ابراهيم قمى - صفحه 155

الثاني مع البنت الأخرى. فلمّا كثر ما حرّم اللَّه الأخوات و كانوا يتزوجّون بالعمّات و الخالات و بنات الأخ و بنات الأخت. فلمّا بعث اللَّه إبراهيم حرّم العمّات و الخالات و بنات الأخ و الأخت، و هو من الحنيفيّة التي جاء بها إبراهيم. فلمّا بعث اللَّه نبيّه صلّى اللَّه عليه و آله أنزل عليه آية التحريم: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ)۱الآية.
3-3. قوله: (هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ)۲؛ أي يقدر، فكانت المائدة تنزل عليهم فيجتمعون عليها و يأكلون حتّى يشبعون ثم ترفع فقال كبراؤهم و مترفوهم: لاندع سفلتنا يأكلون منها، فلمّا قالوا ذلك ارتفعت المائدة عنهم و مسخوا قردة و خنازير.
أقول: و قال بعض المفسّرين و منهم الحسن: أنّها لم‏تنزل و قرئ «هل يستطيع ربّك» و هو قراءة حسنة توافق العقول.
3-4. قوله: (وَ ما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْراهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ)۳ الآية. سئل العالم عليه السلام عنها فقال: ما يقول الناس فيها و الموعدة ممّن؟ قالوا: يقولون: إن الموعدة كانت من إبراهيم أن‏يستغفر لأبيه. فقال: لا؛ بل كانت من أبي إبراهيم ألّا يعبد الأصنام. فقال له إبراهيم: إن لم‏تعبد الأصنام استغفرت لك فلمّا علم أنّه لايدع عبادة الأصنام تبرّأ منه.
أقول: هذا الكلام ليس على عمومه فإن من الناس من قال بلا إبراهيم المرض في بدنه أو قريب، بل فيهم من لم‏يمرض إلّا مرض الموت و فيهم من يمرض مراراً شتّى و هو الممراض.
3-5. قوله: (بِضَنِينٍ)۴؛ أي بمتّهم.
أقول: و قرئت بضنين بالضاد؛ أي ببخيل.

1.النساء (۴) / ۲۳

2.المائدة (۵) / ۱۱۲

3.التوبة (۹) / ۱۱۴

4.التكوير (۸۱) / ۲۴

صفحه از 163