هو المطلوب. اِذ عدمُ الرّدعِ عنها هو بعينِهِ امضاءٌ لِتلكَ الأحكامِ العقليّةِ... فظَهَرَ أنَّ المولى يَجعَلُ الأحكامَ الإمضائيّةَ في المستقلّاتِ و إذ كانت امضائيّةٌ فهي عَينُ هذه الأحكامِ العقليّةِ إذ الحكمُ الإمضائيُ وُجُودُهُ التشريعيِّ هو بعينِهِ وُجُودُهُ التكوينيِّ و ليس لَه وجودٌ مستقلٌّ آخَرَ كما يكون للأحكامِ الغيرِ الإمضائيّةِ التّأسيسيّة. فتبيَّنَ أنَّ جعلَ الحكمِ المولويِّ الإمضائيِّ في بابِ المستقلاتِ من أوجبَ الواجباتِ إذ هي ما بالذّات لسائرِ الواجبات و هي تكونُ واجباتٍ بالعَرَض ... و لا يخفى أنّه لمّا لم يكن للشارعِ طريقٌ إلى بيانِ هذِهِ الأحكامِ الإمضائيّةِ إلّا عقولُ هؤُلاءِ العقلاءِ اِذ غَيْرُهُ مُستَلزِمٌ لِلدّورِ فَلهذا فَطَرَهُم عَلى شهودِ الأحكامِ الإمضائيّةِ و جَعَلَها مِن بَدِيهيّاتِهم بحيثُ يكونُ عقلُ كلِّ عاقلٍ مُستقلّاً بذلك. نعم إنّ العقولَ المشوبةَ بالأهامِ و الخرافاتِ و الإصطلاحاتِ لا يُدرِكُ ذلك المستقلَّ الواقعيَّ و أمّا العقلُ المنزّهُ عن هذهِ الشوائبِ فَبِنَفْسِ وجدانِه حسنَ شكرِ المنعمِ و الإحسانِ مثلاً و اِدراكِهِ وجوبَ وجودِهِ في حاق الواقع لإنَّ الوجوبَ العقليَّ ليس إلَّا الإدراكُ اِذ أحكامُهُ تكونُ مِن سنخِهِ فهو نوريُّ الذّات و كذا أحكامُهُ فكذلك يُدرِكُ و يُشاهِدُ بِالاستقلالِ حُكمَ مولاهُ مَولويّاً و يشاهِدُ أنّه لَيس إلَّا بِنحوِ الإمضاءِ لِمَا أدركَه مِن وجوبِ وجودِ الشّكرِ في عالمِ التّشرّع فَهذا التَّفَطُّرِ و الشّهودِ الفطريِّ الوجدانيّ هُو بيانُ اللَّهِ عَلى كونِها إمضائيّة. ۱
وقتى گفتيم كه قرار گرفتن مولى در مقام مولويّت و تعيين وظايف بندگان او در مورد مسائلى كه عقل آنها در آنها استقلال ندارد، لازم است تا در حركتهاى خود به تحيّر نيفتند؛ اين امر در مورد مستقلّات، واجبتر است. چرا كه اگر اين امر را واجب ندانيم، جعل حكم در آن موارد، قواعد ديانت آن تأسيس نمىشود و اركان شرايع او ويران مىگردد؛ زيرا مستقلّات، ما
1.حلبى، تقريرات الأصول، ص ۳۳ - ۳۵