نسبت عقل و شرع‏ - صفحه 173

إلى طريقِ كشفِ مفاتيحِ العلومِ و الكنوزِ و ذلك لتكلّمِه عَلى‏ طبقِ المفطوراتِ العقليّةِ في جميعِ المقاماتِ من المعارفِ إلى أمّهات نواهيه و ابوابِ و مفاتيحِ أحكامه‏۱. ففي أبوابِ أحكامه لا يتكلّمُ بما لم يكنْ عليه الفطرةُ العقلائيّةُ بالجمعِ و الإجمالِ بل يُنَبِّهُ عَلى‏ ما جرى‏ عليه نظامُ التكوين و يتكلّم بما جرى‏ عليه الفطرةُ العقلائيّةُ بتوسيطِ إلهامات أرباب الأنواع. و هذه آية وحدانيّة اللَّه تعالى و ذلك لأنّ المصنوعاتِ المتّفقّةَ الشّكلَ و الهيئةَ تَدلُّ عَلى‏ وحدةِ صانعِه. فلو كانت أوانيٌّ مُتعدّدةٌ كثيرةٌ عَلى‏ شكلٍ واحدٍ و هيئةٍ فاردةٍ من جميع الجهات لكانت دالّةً عَلى‏ صدورها من يَد شخصٍ واحدٍ بخلافِ ما اذا لم يكن كذلك. فهكذا الشريعةُ الختميّةُ بل و جميعُ الشرائعِ الإلهيّةِ تَدلُّ على أنّ شارعَها الحاكمُ هو الصانعُ الحكيمُ المُوجِدُ لنظامِ التّكوينِ الّذى يجري على الفطرةِ العقلائيّةِ.
و ملخّص القولِ: انّ الشريعةَ لما كانتْ متطابقةً على الفطريّاتِ العقلائيّةِ الّتي تكونُ مطابقةً للمفطورات العقليّةِ تدلُّ عَلى‏ أنّ الصانعَ فيها هو الشّارعُ في ذلك بعينه. فالدّعوةُ إلى الفطرةِ و الحنيفيّةِ مضافاً إلى أنّه كشف لمفاتيح الكنوز العلميّة تكون آيةً للوحدة الإلهيّةِ و الوحدانيّةِ الرّبوبيّة ... و من هنا يُعلم أنّ الإجتهاد الواقعي سهلٌ لمن سَلَكَ مسلكَ الفطرة العقلائيّة المتطابقة للمفطورات العقليّة الّتي يكون نيلها و إدراكها في أسهل ما يكون و صعبٌ بل ممتنعٌ لمن تخلَّفَ عن هذا المسلكِ. ۲
خدا را حمد مى‏گوييم بر اين نعمت كه شارع مقدّس تمام حقايق شريعت خود را بر مبناى ضروريّات عقلى و بديهيّات فطرى بنا نهاد، به گونه‏اى كه هيچ‏كس منكر اين معنى نباشد. هركس در باب اصول عمليّه سخن گفته،

1.اين عبارت دست خطّ خود آن مرحوم است كه به متن تقريرات افزوده‏اند.

2.حلبى، تقريرات الأصول، ص ۱۴۸ - ۱۵۱

صفحه از 179