إلى طريقِ كشفِ مفاتيحِ العلومِ و الكنوزِ و ذلك لتكلّمِه عَلى طبقِ المفطوراتِ العقليّةِ في جميعِ المقاماتِ من المعارفِ إلى أمّهات نواهيه و ابوابِ و مفاتيحِ أحكامه۱. ففي أبوابِ أحكامه لا يتكلّمُ بما لم يكنْ عليه الفطرةُ العقلائيّةُ بالجمعِ و الإجمالِ بل يُنَبِّهُ عَلى ما جرى عليه نظامُ التكوين و يتكلّم بما جرى عليه الفطرةُ العقلائيّةُ بتوسيطِ إلهامات أرباب الأنواع. و هذه آية وحدانيّة اللَّه تعالى و ذلك لأنّ المصنوعاتِ المتّفقّةَ الشّكلَ و الهيئةَ تَدلُّ عَلى وحدةِ صانعِه. فلو كانت أوانيٌّ مُتعدّدةٌ كثيرةٌ عَلى شكلٍ واحدٍ و هيئةٍ فاردةٍ من جميع الجهات لكانت دالّةً عَلى صدورها من يَد شخصٍ واحدٍ بخلافِ ما اذا لم يكن كذلك. فهكذا الشريعةُ الختميّةُ بل و جميعُ الشرائعِ الإلهيّةِ تَدلُّ على أنّ شارعَها الحاكمُ هو الصانعُ الحكيمُ المُوجِدُ لنظامِ التّكوينِ الّذى يجري على الفطرةِ العقلائيّةِ.
و ملخّص القولِ: انّ الشريعةَ لما كانتْ متطابقةً على الفطريّاتِ العقلائيّةِ الّتي تكونُ مطابقةً للمفطورات العقليّةِ تدلُّ عَلى أنّ الصانعَ فيها هو الشّارعُ في ذلك بعينه. فالدّعوةُ إلى الفطرةِ و الحنيفيّةِ مضافاً إلى أنّه كشف لمفاتيح الكنوز العلميّة تكون آيةً للوحدة الإلهيّةِ و الوحدانيّةِ الرّبوبيّة ... و من هنا يُعلم أنّ الإجتهاد الواقعي سهلٌ لمن سَلَكَ مسلكَ الفطرة العقلائيّة المتطابقة للمفطورات العقليّة الّتي يكون نيلها و إدراكها في أسهل ما يكون و صعبٌ بل ممتنعٌ لمن تخلَّفَ عن هذا المسلكِ. ۲
خدا را حمد مىگوييم بر اين نعمت كه شارع مقدّس تمام حقايق شريعت خود را بر مبناى ضروريّات عقلى و بديهيّات فطرى بنا نهاد، به گونهاى كه هيچكس منكر اين معنى نباشد. هركس در باب اصول عمليّه سخن گفته،
1.اين عبارت دست خطّ خود آن مرحوم است كه به متن تقريرات افزودهاند.
2.حلبى، تقريرات الأصول، ص ۱۴۸ - ۱۵۱