ایثار - صفحه 73

۷۷.الأمالي للطوسي عن أبي سعيد الخدريّ :أصبَحَ عَلِيٌّ عليه السلام ذاتَ يَومٍ ساغِبا ۱ فَقالَ : يا فاطِمَةُ ، هَل عِندَكِ شَيءٌ تُطعِميني؟
قالَت : وَالَّذي أكرَمَ أبي بِالنُّبُوَّةِ وأكرَمَكَ بِالوَصِيَّةِ ، ما أصبَحَ عِندي شَيءٌ يَطعَمُهُ بَشَرٌ ، وما كانَ مِن شَيءٍ اُطعِمُكَ مُنذُ يَومَينِ إلّا شَيءٌ كُنتُ اُؤثِرُكَ بِهِ عَلى نَفسي وعَلَى الحَسَنِ وَالحُسَينِ!
قالَ : أعَلَى الصَّبِيَّينِ ! ألا أعلَمتِني فَآتِيَكُم بِشَيءٍ؟
قالَت : يا أبَا الحَسَنِ ، إنّي لَأَستَحي مِن إلهي أن اُكَلِّفَكَ ما لا تَقدِرُ .
فَخَرَجَ واثِقا بِاللّهِ حَسَنَ الظَّنِّ بِهِ ، فَاستَقرَضَ دينارا ، فَبَينَا الدّينارُ في يَدِ عَلِيٍّ عليه السلام إذ عَرَضَ لَهُ المِقدادُ في يَومٍ شَديدِ الحَرِّ ، قَد لَوَّحَتهُ ۲ الشَّمسُ مِن فَوقِهِ وتَحتِهِ ، فَأَنكَرَ عَلِيٌّ عليه السلام شَأنَهُ ، فَقالَ : يا مِقدادُ ، ما أزعَجَكَ ۳ هذِهِ السّاعَةَ؟
قالَ : خَلِّ سَبيلي يا أبَا الحَسَنِ ، ولا تَكشِفني عَمّا وَرائي .
قالَ : إنّه لا يَسَعُني أن تُجاوِزَني حَتّى أعلَمَ عِلمَكَ .
قالَ : يا أبَا الحَسَنِ ، إلَى اللّهِ ثُمَّ إلَيكَ أن تُخَلِّيَ سَبيلَكَ ولا تَكشِفَني عَن حالي .
فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : إنَّهُ لا يَسَعُك أن تَكتُمَني حالَكَ .
فَقالَ : إذا أبَيتَ ، فَوَالَّذي أكرَمَ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله بِالنُّبُوَّةِ وأكرَمَكَ بِالوَصِيَّةِ ما أزعَجَني إلَا الجَهدُ ۴ ، ولَقَد تَرَكتُ عِيالي بِحالٍ لَم تَحمِلني لَهَا الأَرضُ ، فَخَرَجتُ مَهموما ورَكِبتُ رَأسي ، فَهذِهِ حالي .
فَهَمَلَت عَينا عَلِيٍّ عليه السلام بِالدُّموعِ حَتّى أخضَلَت دُموعُهُ لِحيَتَهُ ، ثُمَّ قالَ : أحلِفُ بِالَّذي حَلَفتَ بِهِ ، ما أزعَجَني مِن أهلي إلَا الَّذي أزعَجَكَ ، ولَقَدِ استَقرَضتُ دينارا فَخُذهُ ؛ فَدَفَعَ الدّينارَ إلَيهِ وآثَرَهُ بِهِ عَلى نَفسِهِ . ۵

1.ساغبا : أي جائعا (النهاية : ج ۲ ص ۳۷۱ «سغب») .

2.لاحه العطش أو السفر : غَيَّره ، كلوّحه (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۲۴۸ «لوح») .

3.زَعَجَهُ : أقلَقَه وقَلَعه من مكانه ، كأزعَجَه (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۱۹۱ «زعج») .

4.الجَهْد : المشقّة. يقال : جُهِد الرجل : إذا وجد مشقّة ، وجُهد الناس : إذا أجدبوا (النهاية : ج ۱ ص ۳۲۰ «جهد»).

5.الأمالي للطوسي : ص ۶۱۶ ح ۱۲۷۲ ، شرح الأخبار : ج ۲ ص ۴۰۱ ح ۷۴۶ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ۲ ص ۷۷ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۹۵ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۳۷ ص ۱۰۳ ح ۷ ؛ ذخائر العقبى : ص ۹۱ نحوه .

صفحه از 101