ایمان - صفحه 64

[أ ـ صِفَةُ الإِيمانِ]

۰.قالَ عليه السلام : مَعنى صِفَةِ الإِيمانِ ، الإِقرارُ وَالخُضوعُ للّهِِ بِذُلِّ الإِقرارِ وَالتَّقَرُّبُ إلَيهِ بِهِ ، وَالأَداءُ لَهُ بِعِلمِ كُلِّ مَفروضٍ مِن صَغيرٍ أو كَبيرٍ ، مِن حَدِّ التَّوحيدِ فَما دونَهُ إلى آخِرِ
بابٍ مِن أبوابِ الطّاعَةِ أوَّلاً فَأَوَّلاً ، مَقرونٌ ذلِكَ كُلُّهُ بَعضُهُ إلى بَعضٍ مَوصولٌ بَعضُهُ بِبَعضٍ .
فَإِذا أدَّى العَبدُ ما فُرِضَ عَلَيهِ مِمّا وَصَلَ إلَيهِ عَلى صِفَةِ ما وَصَفناهُ ، فَهُوَ مُؤمِنٌ مُستَحِقٌّ لِصِفَةِ الإِيمانِ ، مُستَوجِبٌ لِلثَّوابِ ، وذلِكَ أنَّ مَعنى جُملَةِ الإِيمانِ الإِقرارُ ، ومَعنَى الإِقرارِ التَّصديقُ بِالطّاعَةِ ، فَلِذلِكَ ثَبَتَ أنَّ الطّاعَةَ كُلَّها صَغيرَها وكَبيرَها مَقرونَةٌ بَعضُها إلى بَعضٍ ، فَلا يَخرُجُ المُؤمِنُ مِن صِفَةِ الإِيمانِ إلّا بِتَركِ مَا استَحَقَّ أن يَكونَ بِهِ مُؤمِنا ، وإنَّمَا استَوجَبَ وَاستَحَقَّ اسمَ الإِيمانِ ومَعناهُ بِأَداءِ كِبارِ الفَرائِضِ مَوصولَةً ، وتَركِ كِبارِ المَعاصي وَاجتِنابِها .
وإن تَرَكَ صِغارَ الطّاعَةِ وَارتَكَبَ صِغارَ المَعاصي ، فَلَيسَ بِخارِجٍ مِنَ الإِيمانِ ولا تارِكٍ لَهُ ، ما لَم يَترُك شَيئا مِن كِبارِ الطّاعَةِ ولَم يَرتَكِب شَيئاً مِن كِبارِ المَعاصي ، فَما لَم يَفعَل ذلِكَ فَهُوَ مُؤمِنٌ لِقَولِ اللّهِ : «إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا»۱ يَعنِي المَغفِرَةَ ما دونَ الكَبائِرِ ، فَإِن هُوَ ارتَكَبَ كَبيرَةً مِن كَبائِرِ المَعاصي ، كانَ مَأخوذا بِجَميعِ المَعاصي صِغارِها وكِبارِها ، مُعاقَبا عَلَيها مُعَذَّبا بِها ، فَهذِهِ صِفَةُ الإِيمانِ وصِفَةُ المُؤمِنِ المُستَوجِبِ لِلثَّوابِ .

1.النساء : ۳۱ .

صفحه از 436