۱۲۶۲.الإمام الكاظم عليه السلامـ في بَيانِ ذِكرِ سَجدَةِ الشُّكرِ ـ :اللّهُمَّ إنّي أنشُدُكَ بِإِيوائِكَ ۱ عَلى نَفسِكَ لِأَولِيائِكَ لَتُظفِرَنَّهُم بِعَدُوِّكَ وعَدُوِّهِم أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وعَلَى المُستَحفِظينَ مِن آلِ مُحَمَّدٍ . اللّهُمَّ إنّي أسأَلُكَ اليُسرَ بَعدَ العُسرِ ـ ثلاثا ـ . ۲
۱۲۶۳.الإمام الرضا عليه السلامـ مِمّا كان يَأمُرُ بِهِ مِنَ الدُّعاءِ لِصاحِبِ الأَمرِ عَجَّلَ اللّهُ فَرَجَهُ ـ :اللّهُمَّ ادفَع عَن وَلِيِّكَ وخَليفَتِكَ وحُجَّتِكَ عَلى خَلقِكَ ، ولِسانِكَ المُعَبِّرِ عَنكَ النّاطِقِ بِحُكمِكَ ، وعَينِكَ النّاظِرَةِ بِإِذنِكَ ، وشاهِدِكَ عَلى عِبادِكَ ، الجَحجاحِ الُمجاهِدِ ، العائِذِ بِكَ ، العابِدِ عِندَكَ ، وأعِذهُ مِن شَرِّ جَميعِ ما خَلَقتَ وبَرَأتَ وأنشَأتَ وصَوَّرتَ ، وَاحفَظهُ مِن بَينِ يَدَيهِ ومِن خَلفِهِ ، وعَن يَمينِهِ وعَن شِمالِهِ ومِن فَوقِهِ ومِن تَحتِهِ ، بِحِفظِكَ الَّذي لا يَضيعُ مَن حَفِظتَهُ بِهِ ، وَاحفَظ فيهِ رَسولَكَ وآباءَهُ أئِمَّتَكَ ودَعائِمَ دينِكَ ، وَاجعَلهُ في وَديعَتِكَ الَّتي لا تَضيعُ ، وفي جِوارِكَ الَّذي لا يُخفَرُ ، وفي مَنعِكَ وعِزِّكَ الَّذي لا يُقهَرُ ، وآمِنهُ بِأَمانِكَ الوَثيقِ الَّذي لا يُخذَلُ مَن آمَنتَهُ بِهِ ، وَاجعَلهُ في كَنَفِكَ الَّذي لا يُرامُ مَن كانَ فيهِ ، وَانصُرهُ بِنَصرِكَ العَزيزِ ، وأيِّدهُ بِجُندِكَ الغالِبِ ، وقَوِّهِ بِقُوَّتِكَ ، وأردِفهُ بِمَلائِكَتِكَ ، ووالِ مَن والاهُ ، وعادِ مَن عاداهُ ، وألبِسهُ دِرعَكَ الحَصينَةَ ، وحُفَّهُ بِالمَلائِكَةِ حَفّا .
اللّهُمَّ اشعَب بِهِ الصَّدع ، وَارتُق بِهِ الفَتقَ ، وأمِت بِهِ الجَورَ ، وأظهِر بِهِ العَدلَ ، وزَيِّن بِطولِ بَقائِهِ الأَرضَ ، وأيِّدهُ بِالنَّصرِ ، وَانصُرهُ بِالرُّعبِ ، وقَوِّ ناصِريهِ ، وَاخذُل خاذِليهِ ، ودَمدِم مَن نَصَبَ لَهُ ، ودَمِّر مَن غَشَّهُ ، وَاقتُل بِهِ جَبابِرَةَ الكُفرِ وعَمَدَهُ ودَعائِمَهُ ، وَاقصِم بِهِ رُؤوسَ الضَّلالَةِ وشارِعَةَ البِدَعِ ومُميتَةَ السُّنَّةِ ومُقَوِّيَةَ الباطِلِ ، وذَلِّل بِهِ الجَبّارينَ ، وأبِر بِهِ الكافِرينَ وجَميعَ المُلحِدينَ في مَشارِقِ الأَرضِ ومَغارِبِها ، وبَرِّها وبَحرِها وسَهلِها وجَبَلِها ، حَتّى لا تَدَعَ مِنهُم دَيّارا ولا تُبقِيَ لَهُم آثارا .
اللّهُمَّ طَهِّر مِنهُم بِلادَكَ ، وَاشفِ مِنهُم عِبادَكَ ، وأعِزَّ بِهِ المُؤمِنينَ ، وأحيِ بِهِ سُنَنَ المُرسَلينَ ، ودارِسَ حُكمِ النَّبِيّينَ ، وجَدِّد بِهِ مَا امتُحي مِن دينِكَ وبُدِّلَ مِن حُكمِكَ ، حَتّى تُعيدَ دينَكَ بِهِ وعَلى يَدَيهِ جَديدا غَضّا مَحضا صَحيحا لا عِوَجَ فيهِ ولا بِدعَةَ مَعَهُ ، وحَتّى تُنيرَ بِعَدلِهِ ظُلَمَ الجَورِ ، وتُطفِئَ بِهِ نيرانَ الكُفرِ ، وتَوضِحَ بِهِ معاقِدَ الحَقِّ ومَجهولَ العَدلِ ، فَإِنَّهُ عَبدُكَ الَّذِي استَخلَصتَهُ لِنَفسِكَ وَاصطَفَيتَهُ عَلى غَيبِكَ ، وعَصَمتَهُ مِنَ الذُّنوبِ وبَرَّأتَهُ مِنَ العُيوبِ وطَهَّرتَهُ مِنَ الرِّجسِ وسَلَّمتَهُ مِنَ الدَّنَسِ .
اللّهُمَّ فَإِنّا نَشهَدُ لَهُ يَومَ القِيامَةِ ويَومَ حُلولِ الطّامَّةِ أنَّهُ لَم يُذنِب ذَنبا ، ولا أتى حوبا ، ولَم يَرتَكِب مَعصِيَةً ، ولَم يُضِع لَكَ طاعَةً ، ولَم يَهتِك لَكَ حُرمَةً ، ولَم يُبَدِّل لَكَ فَريضَةً ، ولَم يُغَيِّر لَكَ شَريعَةً ، وأنَّهُ الهادِيُ المُهتَدِيُ الطّاهِرُ التَّقِيُّ النَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ .
اللّهُمَّ أعطِهِ في نَفسِهِ وأهلِهِ ووُلدِهِ وذُرِّيَّتِهِ واُمَّتِهِ وجَميعِ رَعِيَّتِهِ ما تُقِرُّ بِهِ عَينَهُ وتَسُرُّ بِهِ نَفسَهُ ، وتَجمَعُ لَهُ مُلكَ المَملَكاتِ كُلِّها قَريبِها وبَعيدِها وعَزيزِها وذَليلِها ، حَتّى يُجرِيَ حُكمَهُ عَلى كُلِّ حُكمٍ ويَغلِبَ بِحَقِّهِ كُلَّ باطِلٍ .
اللّهُمَّ اسلُك بِنا عَلى يَدَيهِ مِنهاجَ الهُدى وَالَمحَجَّةَ العُظمى وَالطَّريقَةَ الوُسطَى ، الَّتي يَرجِعُ إليَها الغالي ويَلحَقُ بِهَا التّالي ، وقَوِّنا عَلى طاعَتِهِ ، وثَبِّتنا عَلى مُشايَعَتِهِ ، وَامنُن عَلَينا بِمُتابَعَتِهِ ، وَاجعَلنا في حِزبِهِ القَوّامينَ بِأَمرِهِ الصّابِرينَ مَعَهُ الطّالِبينَ رِضاكَ بِمُناصَحَتِهِ ، حَتّى تَحشُرَنا يَومَ القِيامَةِ في أنصارِهِ وأعوانِهِ ومُقَوِّيَةِ سُلطانِهِ .
اللّهُمَّ وَاجعَل ذلِكَ لَنا خالِصا مِن كُلِّ شَكٍّ وشُبهَةٍ ورِياءٍ وسُمعَةٍ ، حَتّى لا نَعتَمِدَ بِهِ غَيرَكَ ولا نَطلُبَ بِهِ إلّا وَجهَكَ ، وحَتّى تُحِلَّنا مَحِلَّهُ وتَجعَلَنا فِي الجَنَّةِ مَعَهُ ، وأعِذنا مِنَ السَّأَمَةِ وَالكَسَلِ وَالفَترَةِ ، وَاجعَلنا مِمَّن تَنتَصِرُ بِهِ لِدينِكَ وتُعِزُّ بِهِ نَصرَ وَلِيِّكَ ، ولا تَستَبدِل بِنا غَيرَنا ؛ فَإِنَّ استِبدالَكَ بِنا غَيرَنا عَلَيكَ يَسيرٌ وهُوَ عَلَينا كَثيرٌ .
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى وُلاةِ عَهدِهِ وَالأَئِمَّةِ مِن بَعدِهِ ، وبَلِّغهُم آمالَهُم ، وزِد في آجالِهِم ، وأعِزَّ نَصرَهُم ، وتَمِّم لَهُم ما أسنَدتَ إلَيهِم مِن أمرِك لَهُم ، وثَبِّت دَعائِمَهُم ، وَاجعَلنا لَهُم أعوانا وعَلى دينِكَ أنصارا ؛ فَإِنَّهُم مَعادِنُ كَلِماتِكَ ، وخُزّانُ عِلمِكَ ، وأركانُ تَوحيدِكَ ، ودَعائِمُ دينِكَ ، ووُلاةُ أمرِكَ ، وخالِصَتُكَ مِن عِبادِكَ ، وصَفوَتُكَ مِن خَلقِكَ ، وأولِياؤُكَ وسَلائِلُ أولِيائِكَ ، وصَفوَةُ أولادِ نَبِيِّكَ ، وَالسَّلامُ عَلَيهِ وعَلَيهِم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ . ۳
1.قوله عليه السلام : «بإيوائك» الوأي بمعنى الوعد ، والإيواء لم يأتِ في اللغة بهذا المعنى ، وعدم ذكرهم لايدلّ على العدم ، مع أنّه يمكن أن يكون من قولهم : آوى فلانا : أي أجاره وأسكنه ، فكان الواعد يؤدّي الوعد إلى نفسه لكنّه بعيد . قال في النهاية في حديث وهب : إنّ اللّه تعالى قال : إنّي أويت على نفسي أن أذكر من ذكرني . قال القتيبي : هذا غلط ، إلّا أن يكون من المقلوب . والصحيح : وأيت من الوأي وهو الوعد ، يقول : جعلته وعدا على نفسي ، انتهى .
والوعد هو الذي قال اللّه تعالى : «وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمْ وَ عَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِى ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِى لَا يُشْرِكُونَ بِى شَيْئا» (مرآة العقول : ج ۱۵ ص ۱۳۵ وراجع : بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۲۲۱ وملاذ الأخيار : ج ۹ ص ۱۶۳) .
2.الكافي : ج ۳ ص ۳۲۵ ح ۱۷ ، تهذيب الأحكام : ج ۲ ص ۱۱۱ ح ۴۱۶ ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۱ ص ۳۳۰ ح ۹۶۷ كلّها عن عبداللّه بن جندب وراجع : المزار للمفيد : ص ۱۱۷ والمزار الكبير : ص ۳۸۶ ، بحار الأنوار : ج ۸۶ ص ۲۳۵ ح ۵۹ .
3.مصباح المتهجّد : ص ۴۰۹ ح ۵۳۵ ، المصباح للكفعمي : ص ۷۲۷ ، جمال الاُسبوع : ص ۳۰۷ كلاهما نحوه وكلّها عن يونس بن عبدالرحمن ، بحار الأنوار : ج ۹۵ ص ۳۳۰ ح ۴ .