امام رضا سلام الله علیه

عبدُ الرّحمانِ بنُ الحَجّاجِ : أوصى أبو الحسنِ مـوسى بـنُ جعفرٍ عليه السلامإلى ابنِه عليٍّ عليه السلام ، وكتبَ لهُ كِتابا أشْهَدَ فيهِ سِتِّينَ رجُلاً مِن وُجوهِ أهلِ المدينةِ .

أبوالصَّلْتِ الهَرَويُّ: إنّ المأمونَ قالَ للرِّضا عليه السلام: يابنَ رسولِ اللّه... إنّي قد رأيتُ أنْ أعزِلَ نَفْسي عنِ الخِلافةِ ، وأجْعَلَها لكَ واُبايِعَكَ ! فقالَ له الرِّضا عليه السلام : إنْ كانتْ هذهِ الخلافةُ لكَ واللّه ُ جَعلَها لكَ فلا يَجوزُ لكَ أنْ تَخْلَعَ لِباسا ألبَسَكَهُ اللّه ُ وتَجْعلَهُ لِغَيرِكَ ، وإنْ كانتِ الخِلافةُ لَيستْ لكَ فلا يَجوزُ لكَ أن تَجْعلَ لِي ما ليسَ لكَ . فقالَ له المأمونُ : يابنَ رسولِ اللّه ، فَلابُدَّ لكَ مِن قَبولِ هذا الأمرِ ! فقالَ : لَستُ أفْعَلُ ذلك طائعا أبدا ... تُريدُ بذلك أن يَقولَ النّاسُ : إنّ عليَّ بنَ موسى الرِّضا لم يَزْهَدْ في الدُّنيا بل زَهِدَتِ الدُّنيا فيهِ ! ألا تَرَونَ كيفَ قَبِلَ وِلايةَ العهدِ طمَعا في الخِلافه ؟! فغَضِبَ المأمونُ ثُمَّ قالَ : ... فباللّه اُقسِمُ لَئنْ قَبِلْتَ وِلايةَ العهدِ وإلاّ أجْبَرتُكَ على ذلكَ ، فإنْ فَعلت وإلاّ ضَرَبتُ عُنُقَكَ .

الهَرَويّ : جِئتُ إلى بابِ الدّارِ الّتي حُبِسَ فيها الرِّضا عليه السلام بِسَرَخْسَ وقد قُيِّدَ ، فاسْتَأذَنتُ علَيهِ السَّجّانَ فقالَ : لا سَبيلَ لَكُم إلَيهِ ، فقلتُ : ولِمَ ؟ قالَ : لأنّه رُبَّما صلّى في يَومِهِ وليلَتِهِ ألفَ رَكعةٍ ، وإنّما يَنْفَتِلُ مِن صَلاتِهِ ساعةً فيصدرِ النّهارِ وقَبلَ الزّوالِ وعندَ اصْفِرارِ الشَّمسِ ، فهُوَ في هذهِ الأوقاتِ قاعِدٌ في مُصَلاّهُ يُناجي ربَّهُ . قالَ : فقُلتُ لَه :فاطْلُبْ لِي في هذِه الأوقاتِ إذْنا علَيهِ ، فاسْتأذَنَ لِي علَيهِ ، فدَخَلتُ علَيهِ وهُو قاعِدٌ في مُصلاّه مُتَفكِّرٌ .

إبراهيمُ بنُ العبّاسِ : ما رَأيتُ أبا الحَسَنِ الرّضا عليه السلام جَفا أحَدا بِكَلِمَةٍ قَطُّ وَلا رَأيتُهُ قَطَعَ عَلى أحَدٍ كَلامَهُ حَتَّى يَفرُغَ مِنهُ ، وَمارَدَّ أحَدا عَن حاجَةٍ يَقدِرُ عَلَيها وَلا حَدَّ رِجلَهُ بَينَ يَدَي جَليسٍ لَهُ قَطُّ وَلا اتَّكى بَينَ يَدَي جَليسٍ لَهُ قَطُّ ، وَلا رَأيتُهُ شَتَمَ أحَدا مِن مَواليهِ وَمَماليكِهِ قَطُّ ، وَلا رَأيتُهُ تَفَلَ وَلا رَأيتُهُ يُقَهقِهُ في ضِحكِهِ قَطُّ ، بَل كانَ ضِحكُهُ التَّبَسُّمُ ، وَكانَ إذا خَلا وَنَصَبَ مائِدَتَهُ أجلَسَ مَعَهُ عَلى مائِدَتِهِ مَماليكَهُ وَمَواليهِ حَتَّى البَوّابَ السّائِسَ .

لايكـون المـومـن مـومنـا حتـى تكـون فيه ثلاث خصـال : 1ـ سنه من ربه .
2ـ وسنه من نبيه.
3ـ و سنه من وليه.
فـاما السنه مـن ربه فكتمان سـره. و امـا السنه من نبيه فمـداراه الناس . و امـا السنه مـن وليه فـاصبـر فـى البـاسـاء و الضـراء.

الـمستتر بـالـحسنه يـعـدل سبعين حسنه, و المذيع بالسيئه مخذول, و المستتر بالسيئه مغفور له.

من اخلاق الانبياء التنظف.

لـم يخنك الاميـن و لكـن ائتمنت الخــائن.

الاخ الاكبر بمزله الاب.

صديق كل امرء عقله و عدوه جهله.

التودد الى الناس نصف العقل.

ان الله يبغض القيل والقـال واضـاعه المـال و كثـره السـوال.

لا يتـم عقل امـرء مسلـم حتـى تكون فيه عشر خصـال : الخيــر منـه مـامــول. و الشر منه مامـون. يستكثر قليل الخير من غيره, و يستقل كثير الخير مـن نفسه. لا يسام من طلب الخـوائج اليه, و لا يمل مـن طلب العلـم طول دهره. الفقرفى الله احب اليه من الغنى و الذل فى الله احب اليه مـن العز فى عدوه. و الخمـول اشهى اليه من الشهره. ثـم قال (ع) العاشره و ما العاشره؟ قيل له: ما هى؟ قال(ع): لايرى احدا الا قال: هو خير منى و اتقى.

سئل الـرضـا (ع) عن السفله فقـال (ع): من كان له شىء يلهيه عن الله.

ان الايمان افضل من الاسلام بدرجه, والتقـوى افضـل مـن الايمان بدرجه و لم يعط بنوا آدم افضل من اليقين.

مـن السنه اطعام الطعام عند التزويج.

صل رحمك و لـو بشربه من ماء و افضل مـا توصل به الـرحـم كف الاذى عنها.

عن الـرضـا(ع) انه كـان يقـول لاصحـابه: عليكم بسلاح الانبياء فقيل: و ما سلاح الانبياء؟ قال: الدعاء.

ان من علامات الفقه: الحلم و العلم , و الصمت باب من ابواب الحكمه ان الصمت يكسب المحبه, انه دليل على كل خير.

ياتـى علـى الناس زمـان تكون العافيه فيه عشره اجزاء: تشعه منها فى اعتزال الناس و واحد فى الصمت.

سئل الـرضـا(ع) : عن حـد التـوكل؟ فقـال(ع): ان لاتخـاف احـدا الاالله.

ان شـر النـاس مـن منع رفـده و اكل وحـده و جلـد عبـده.

ليـس لبخيل راحه, و لا لحسـود لذه و لا لملـوك وفـاء ولا لكذوب مــروه.

لا يقبل الـرجل يـد الـرجل , فـان قبله يـده كـالصلاه له.

احسـن الظن بالل, فان من حسـن ظنه بالله كان عنـد ظنه و من رضى بالقليل من الرزق قبل منه اليسير من العمل. و من رضى باليسير من الحلال خفت موونته و نعم اهله و بصره الله دار الدنـيا و دواءهـا واخـرجه منها سـالما الى دارالسلام.

الايمان اربعه اركان: التـوكل على الله, و الرضا بقضاء الله و التسليم لامـر الله, والتفويض الى الله.

سئل عليه السلام عن خيـار العبـاد؟ فقــال(ع): الذيـن اذا احسنوا استبشروا, و اذا اساووا استغفروا و اذا اعطوا شكـروا, و اذا ابتلو صبروا, و اذا غضبوا عفوا.

مـن لقى فقيـرا مسلما فسلم عليه خلاف سلامه على الاغنياء لقى الله عزوجل يـوم القيامه وهو عليه غضبان.

سئل الامام الرضا(ع): عن عيش الدنيا؟ فقال: سعه المنزل و كثره المحبين.

اذا كذب الولاه حبس المطر, و اذا جار السلطان هانت الدوله,واذا حسبت الزكوه ماتت المواشى.

مـن فـرج عن مـومـن فـرج الله عن قلبه يـوم القيمه.

ليـس شـىء مـن الاعمـال عنـد الله عزوجل بعدالفـرائض افضل من ادخـال السرور على المومن.

ثلاثه موكل بها ثلاثه: تحامل الايام على دوى الادوات الكامله واستيلاء الحـرمان علـى المتقـدم فى صنعته, و معاداه العوام على اهل المعرفه.

عليكم بالقصد فى الغنى و الفقر, و البر من القليل و الكثير فان الله تبارك و تعالـى يعظم شقه التـمره حتـى يـاتـى يـوم القيمه كجبل احـد.

تزاوروا تحـابـوا و تصـافحـوا و لا تحـاشمـوا.

عليكـم فى اموركـم بالكتمان فـى امور الدين و الدنيا فانه روى (( ان الاذاعه كفر)) و روى (المذيع و القاتل شريكان) و روى (ما تكتمه مـن عدوك فلا يقف عليه وليك).

لا يعدم المـرء دائره السـوء مع نكث الصفقه , و لا يعدم تعجيل العقــوبه مع ادراء البغى.

اصحب السلطان بـالحذر, و الصـديق بـالتـواضع,والعدو بـالتحـــرز و العامه بالبشـر.

من رضى عن الله تعالى بالقليل من الرزق رضى الله منه بالقليل من العمل .

العقل حباء مـن الله,والادب كلفه فمن تكلف الادب قدر عليه, و مـن تكلف العقل لـم يزدد بذلك الا جهلا.

ان الذى يطلب من فضل يكف به عياله اعظم اجرا من المجاهد فى سبيل الله.

خمـس مـن لـم تكـن فيه فلاتـرجـوه لشـىء مـن الـدنيـا و الاخـره: من لم تعرف الوثاقه فى ارومته,و الكرم فى طباعه, والرصانه فى خلقه, والنبل فى نفسه و لمخافه لربه .

مـا التقت فئتـان قط الا نصـر اعظمهمـا عفـوا.

لاتدعوا العمـل الصالـح و الاجتهاد : فى العباده اتكالا على حب آل محمد (ص) و لا تدعوا حب آل محمـد(ص) لامرهـم اتكـالا علـى العبـاده فـانـه لايقـبل احـدهـمـا دون الاخر.