الدرّة الفاخرة: منظومة في علم الدراية - صفحه 337

مع المنظومة:

وتمتازُ هذه المنظومة بصغر حجمها أوّلاً، فمجموع أبياتها (241) بيتاً، مع احتوائها على أهمّ ما يلزم، وأعمّ ما يُتداول من المصطلحات بين أهل العلم وطلّابه.
وبسلاسة النظم، ووضوح العبارات ثانياً، فلا تعقيد في أبياتها.
وهي في الوقت نفسه نموذجٌ من الجهود المبذولة في هذا السبيل في النصف الأوّل من القرن الرابع عشر، وفيها الدلالة على مدى الاهتمام الذي كان يبذله العلماء الأعلام، وبالمستوى الرفيع، لهذا العلم، الذي تقلّ العناية به يوماً بعد يومٍ، ففي إحيائها حَفْزٌ للهمم نحو العودة الحميدة إلى التوافُر على هذا العلم الذي يُعَدُّ مفتاحاً لفهم تراث الإسلام ومَرْكباً للدخول إلى معاهده ومدارسه ووسيلةً لاحتواء معارفه وعلومه.
ومع كلّ هذا: فإنّ أهميّة هذه المنظومة تنبع من أنّها من نَظْم واحدٍ من
كبار علماء الإماميّة النوابغ، والذين توغّلوا في علوم شتّى وحازوا على موسوعيّة كبيرة، حتّى تجاوزت مؤلّفاته المائة والأربعين عدداً، في أكثر من مائة وستّين مجلّداً، كما سنقرأ في ترجمته.

صفحه از 358