أسباب الحديث النبوي في التراث الإمامى
السيد حسن الحسيني آل المجدّد
الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله وسلّم وبارك على سيّد الأوّلين والآخرين، نبيّنا محمّد وعلى آله الطيّبين الطاهرين.
وبعد: فإنّ من المهمّ لمن له عناية واشتغال بعلوم الحديث الشريف أن يعرف أسباب ورودالأحاديث، كما أنّ المشتغل بعلوم القرآن يلزمه ـ في جملة ما يلزمه ـ أن يعرف أسباب نزول القرآن، وهذا من الظهور بمكانٍ بحيث لا يحتاج إلى مزيد إيضاحٍ وبيانٍ.
وقد بذل بعض علماء الحديث جهوداً في جمع تلك الأحاديث في مصنّفاتٍ مفردةٍ، مرتّبة على الكتب والأبواب، أو على حروف المعجم تسهيلاً للكشف، فكان لعملهم هذا دورٌ طيّب في معرفة الأحاديث الواردة على سببٍ خاصٍّ، والوقوف على سببها الذي وردت من أجله.
هذا، والذي اطلعت عليه من مؤلّفاتهم في هذا المضمار:
1 ـ مصنّف أبي حفصٍ العُكبَريّ، شيخ أبي يعلى ابن الفرّاء.
2 ـ مصنّف أبي حامد عبد الجليل الجويباريّ.
3 ـ اللمع في أسباب ورود الحديث، للحافظ جلال الدين السيوطيّ.
4 ـ البيان والتعريف في معرفة أسباب ورود الحديث الشريف، لابن حمزة الحسينيّ الدمشقيّ الحنفيّ، وهو كتاب حافل في هذا الباب.
ولا يخفى أنّ هذا النوع من الحديث وإن كان نقلاً محضاً ـ شأن أكثر أنواع الحديث الأُخرى ـ إلّا أنّه يشتمل على مباحث لا بأس بالتعرّض لها على سبيل الإشارة والإجمال.