تحمُّلُ الحديث بالإجازة، واجبٌ مُلحٌّ في العصر الحاضر - صفحه 10

إلى عدم الاهتمام بها ، فحُرِموا من فوائدها الهامّة ، بل بلغ الأمر بكثير منهم إلى الجهل بها!
فما هي إجازة الحديث؟!
وما هي ضرورتها؟
وما هي آثارها العلمية؟!
إنّ الإجابة عن هذه التساؤلات بحاجة إلى دراسة واسعة ، تتكفّل جميع الأبعاد المفروضة والمعروضة لاكتمال المعرفة بإجازة الحديث ، تاريخها وتحديدها وأقسامها وسائر شؤونها العلميّة ، ممّا نرجو أن نوفّق لعرضه.
إلّا أنّا وقفنا على نصّ رائع لعَلَمٍ من كبار مشايخ الإسلام ، وهو شيخ مشايخ الحديث في القرن الرابع عشر الهجري ، الإمام العلّامة الحجّة الورع ، المجتهد المجاهد ، شيخنا آقا بزرك الطهراني (1293 ـ 1389هـ ) صاحب موسوعتي «الذريعة إلى تصانيف الشيعة» و«طب قات أعلام الشيعة» الذي اهتمّ بأمر إجازة الحديث أكبر اهتمام ، وصرف جهداً وافراً في تخليدها وإحياء تراثها ، بالإعلان عن أهميّتها ، واستنساخ صورها ، وتوثيق نصوصها.
ومن أهم ما قام به في هذا السبيل دعمها عمليّاً بتأليف مشيخته المسمّاة «الإسناد المصفّى إلى آل المصطفى» فكان يُصدّرها لمن يستجيزهُ من طلّاب العلم ، حتى نفدت نسخها الألْف ، كما أنّه أجاز لأكثر من ألف من أعلام العلم وطلّابه ، من الراغبين في الاتّصا ل بالعنعنة الشريفة المقدّسة ، المتصلة إلى أئمّة الإسلام ، وعلمائه الأعلام ، وقام بذلك بكلّ بساطة ولطف وتواضع ، مؤكّداً على رغبته الصادقة والصارمة في دعم الإجازة الحديثية ، التي آل أمرها ـ على أثر التقاعس في الهِمَم ـ إلى الإهمال.
وبين إجازاته التي أصدرها ، عَدَدٌ من الإجازات المفصّلة ، الطويلة الذيل ، ممّا يُعدُّ الواحد منها ثَبتاً جامعاً ، ومؤلّفاً حافلاً ، يحتوي على تراجم وافية للمشايخ ،

صفحه از 29