تحمُّلُ الحديث بالإجازة، واجبٌ مُلحٌّ في العصر الحاضر - صفحه 13

بالصِيْن».
نعم ، قامت القرائن العقليّة والنقليّة على أداء المفروض عيناً على كافّة الأنام هو: تحصيل المعارف وعلم الدين والأحكام ، دون سائر العلوم ممّا يتعلّق بكلّ مُدرك ومفهوم.
حيثُ أنّ تحصيل بعضها بحكمِ العقل والنقل حرام ، وبعضها واجب كفائيّ على الأنام ، وبعضها موضوع لغيرهما من الأحكام.
وبما أنّ فطرة العقول قاضية بأنّ كلّ نوع من أنواع العلوم ـ حتّى علم الدين والأحكام ـ لابدّ أنْ يؤخذ من مؤسّسيه وحملته وعلمائه ، وكلمة الملّيين متّفقة على أنّ مبلِّغ هذا الدين ومقنّنه هو النبيِّ الأمين الصادع بما لديه ، والمبلِّغ لما نُزّل إليه.
ففرض العين على جميع العباد أخذ معالم هذا الدين من أربابه ، والولوج في هذا البيت من أبوابه.
ألا ، وإنّ باب الأحكام هو شارع الإسلام ، وأبناؤه المنصوبون من بعده ، المنصوصون من عند ربِّه ، فانّه حين جرى قضاء الله بالمنون ونُجِّزَ وعده: إنّك ميّتٌ وإنّهم ميّتون وقُبض النبيّ الأمين ، ما أهمل الاُمّة بعدهُ سُدىً ، بل بيّن لهم طريق الرشد وال هدى ، حتّى لا يضلّ عن باب العلم أحدٌ ، ويطّرد لطفُ الأحد الصمد.
فخلّف صلّى الله عليه و آله الثقلين ، ونادى بالمتّفق عليه بين الفريقين: «أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها».
ونصبه عَلَماً وهادياً للعباد ، في يوم الغدير على رؤوس الأشهاد ، وسمّى أوصياء ه وخلفاء ه بأسمائهم وأشخاصهم إلى خاتمهم وقائمهم ـ عجّل الله تعالى فرجه وسهّل مخرجه ـ .
قال أمير المؤمنين عليه السّلام ـ في وصيّته لكميل بن زياد النخعي ـ :
يا كميل ، إنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله أدّبه الله عزّوجلّ ، وهو أدّبني ، وأنا أُؤدّبُ المؤمنين.

صفحه از 29