تحمُّلُ الحديث بالإجازة، واجبٌ مُلحٌّ في العصر الحاضر - صفحه 19

أدركه: بأنّه كتابه وروايته».
فتصحّ لنا ـ بهذا الإسناد المتواتر ـ روايةُ ما في كتاب التهذيب عن الشيخ بقول: «حدّثنا شيخ الطائفة» و «روى لنا».
ويصدق بذلك الأخذ والرواية والتحديث عن الشيخ ، كما يصدق في حقّه الأخذ والرواية والتحديث عن الأئمّة عليهم السّلام ، بأسانيده الشخصيّة الآحاديّة عن مؤلّفي الاُصول عنهم عليهم السّلام ، على ما فصّلها في «مشيخة التهذيب».
لكنّا في غِنىً عن السند الشخصيّ إلى الشيخ ، في جواز الرواية عنه ، لحصول الاتّصال إليه بما هو أتمُّ وأتقن ، وهو الإسناد المتواتر.
وبما أنّ الإسناد المتواتر لا نظر فيه إلى أعيان آحاد المخبرين ، ولا التفات إلى مزايا أشخاص الناقلين وأفراد المتحمّلين ، بل محطّ النظر في التواتر: «العلم باتّفاق جمعٍ كثير في كلّ طبقة على ما يمتنع التواطؤ عليه عادةً».
جرتْ السيرةُ على الاستجازة في الكتب المتواترة ـ أيضاً ـ لتحصيل الاتّصال العينيّ والإسناد الشخصيّ الآحادي ، لاشتمال الإجازة الشخصيّة على الانخراط مع أعيان المشايخ الأجلّاء ، والانضمام مع أشخاص العلماء الأزكياء ، والدخول في محاضر العلماء الأتقيا ء ، والاتّصال بصفوف الأصفياء ومحافل الأولياء ، وغير ذلك ممّا يُستحسنُ عقلاً ، ويُستحبّ شرعاً ، ويحقّ أنْ يتبرّكَ به ويُتيمّن.
وقد حَنَّتْ على التشرّف بهذا الشرف نفوسُ السُعداء ، وهانَ عليهم في إدراكه نزولُ الدهماء ، فكذا لا يكتفون بالإجازات العامّة لجميع أهل عصر المجيز أو مَنْ أدرك جزء اً من حياته أو لكلّ أحدٍ ـ الشامل لنا أيضاً ، لعمومه الموجودين والمعدومين ـ وقد اس تعملَ نحو هذه الإجازات أكابر علمائنا ، كما قاله الشيخ عزّالدين ، الحسين بن عبدالصمد الحارثي ، والد الشيخ البهائيّ ، في درايته الموسومة بـ «وصول الأخيار» ۱ .

1.وصول الأخيار ، (ص۶ ـ ۱۳۷) طبع قم ۱۴۰۱هـ .

صفحه از 29