أويس القرني في التراث الإسلامي - صفحه 246

صاحب لي وأنا بالكوفة: هل لك في رجل تنظر إليه؟ قلت: نعم. قال: هذه مدرجته وإنّه أويس القرني وأظنّه أنّه سيمرّ الآن. قال: فجلسنا له فمرّ فإذا رجل عليه سمل قطيفة ، قال: والناس يطؤون عقبه قال: وهو يُقبل ، فيغلظ لهم ويكلّمهم في ذلك فلاينتهون عنه ، فمضينا مع الناس ، حتّى دخل مسجد الكوفة ودخلنا معه فتنحى إلى ساريةٍ فصلّى ركعتين ، ثم أقبل إلينا بوجهه فقال: يا أيّها الناس مالي ولكن تطؤون عقبي في كلّ سكة ، وأنا إنسان ضعيف تكون لي الحاجة فلا أقدر عليها معكم ، لاتفعلوا رحمكم الله ، من كان له إليّ الحاجة فليلق ني ها هنا.
قال: وكان عمر بن الخطاب سأل وفداً قدموا عليه: هل سقط إليكم رجل من قرن من أمره كيت وكيت؟ فقال الرجل لأويس: ذكرك أمير المؤمنين ، قال: وكان أويس أخذ على الرجل عهداً وميثاقاً أن لا يحدّث به غيره قال ثم قال أويس: إنّ هذا المجلس يغشاه ثلاثة نفر مؤمن فقيه ومؤمن لم يتفقّه ومنافق ، وذلك في الدنيا مثل الغيث ينزل من السماء إلى الأرض ، فيصيب الشجرة المورقة المونعة المثمرة ، فيزيد ورقها حسناً ويزيدها إيناعاً ، وكذلك يزيد ثمرها طيباً ، ويصيب الشجرة المورقة المونعة التي ليس لها ثمرة فيزيدها إيناقاً ويزيدها ورقاً حسناً وتكون لها ثمرة فتلحق بأختها ، ويصيب الهشيم من الشجر فيحطمه فيذهب به ، قال: ثم قرأ الآية {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلّا خسارا} لم يجالس هذا القرآن أحد إلّا قام عنه بزيادة أو نقصان ، فقضاء الله الذي قضى شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلّا خساراً ، اللهم ارزقني شهادة تسبق كسرتها أذاها وأمنها فزعها توب الحياة والرزق ثم سكت. قال أسير: فقال لي صاحبي: كيف رأيت الرجل؟ قلت: ما ازددت فيه إلّا رغبة وما أنا بالذي أُفارقه ، فلزمنا فلم نلبث إلّا يسيراً حتّى ضُ رب على الناس بعث أمير المؤمنين علي رضي الله عنه ، فخرج صاحب القطيفة أويس فيه ، وخرجنا معه فيه ، وكنّا نسير معه وننزل معه حتّى نزلنا بحضرة العدوّ. (قال:) ابن المبارك فأخبرني حماد بن سلمة عن الجريري عن

صفحه از 281