عناوين الأبواب و تراجمها في التراث الإسلامي - صفحه 20

يدلُّ على معنىً، لم اُخرج فيهِ حديثاً يدلُّ على غير معناه ؛ فيختلف على الناظر فيهِ والقاري ء لهُ، ولا يعلم مايطلب؟ وأنّى؟ وكيف؟ كما فعل غيرنا من المصنّفين ! إذ جعلوا الباب بغير ماضمّنوه ، فأخرجوا في الباب أحاديث لا تدلُّ على معنى الباب ، حتّى ربما لم يكن في الباب حديث يدلُّ على معنىً بيِّنٍ من الأحاديث التي لا تليق بترجمة الباب ولا على شي ء منه .
والذي أردتُ بذلكَ : التسهيل على مَنْ أراد حديثاً منه قصد الباب الذي يريد الحديث فيهِ ، فيجده .
ولئلّا يملّ النظر فيهِ ، والقارى ء لهُ ، والمستمع لقراء ته ۱ .
2 ـ وقوله :«ولئلاّ يملّ . . .» فيه غرض أكثر من التسهيل ، كما لا يخفى ، ولعلّه يقصد غرضاً آخر ، كُنّآ قد حدّدناهُ بما يلي :
إنّ العناوين والتراجم للفصول والأبواب تؤدّي إلى تقطيع الكتاب إلى أقسام وقطع صغيرة بالنسبة إلى حجم الكتاب ، ومتمايزة بعضها عن البعض الآخر بما يخصّ كلاًّ منها .
وبذلكَ يتمكّن الطالب من تجزئة الموضوع عقلياً وتنظيمه فكرياً ، وتهيئته للتناول والضبط والتقييد والجمع على الخاطر ، ولذلك يطلب أن يكون التقطيع للأبواب على أساس منهجيّ كما سيأتي في الضوابط ، يوصل الطالب إلى النتيجة من أقرب الطُرق .

3 ـ ومن فوائد العناوين : دلالتها على مافهمه المؤلّف ۲ :

قال الدكتور عتر : إنّ وضع الأبواب وعناوينها يكلّف صاحب الكتاب مجهوداً ذهنيّاً ، وتفكيراً عميقاً ، لذلكَ كانت دراسة تراجم أيّ كتاب عملاً هامّاً ، لابدّ منه لمن يريد دراسة الكتاب ويشرح طريقته وفقهه ، فإنّ العناوين والتراجم ليستْ

1.كامل الزيارات ( ص ۴ ) .

2.هدي الساري لابن حجر (۱ / ۲۴ ـ ۲۵) .

صفحه از 78