عناوين الأبواب و تراجمها في التراث الإسلامي - صفحه 25

تعقيبات وتنكيات على عبد الرزاق وابن أبي شيبة في تراجم «مصنّفيهما» ومثل هذا لا ينتفع بهِ إلّا مَنْ مارس الكتابين واطّلع على مافيهما ۱ .

خامساً : مصادر العناوين والتراجم :

إنّ أهم مصدر يمكن الاستفادة منه لبلورة البحث عن «العناوين والتراجم» هي كتب التراث ، وبالأخص ماألّفه القدماء ، الذين كانوا يهدفون من التأليف تخليد العلم ، ولذلكَ كانوا يتحلّون بالإخلاص والصدق ، إلى ماكانوا عليهِ من الورع الذي يحجزهم عن التزوير والدسّ في كتب العلم ، وخاصةً المحدّثون الذين تولّوا حفظ كيان أكبر مصدر للمعرفة الإسلامية ، ألا وهو الحديث الشريف .
فإنّ التراث الحديثي العظيم ، وماخلّده فيهِ مؤلّفوه العظام من عناوين الأبواب ، يعتبر كنزاً ثميناً ومادةً خصبة للدراسة حولها .
وكذلكَ من جاء بعدهم من العلماء ، أصحاب الجوامع الحديثية ـ كالأصول الأربعة ـ فإنّهم إنمّا جمعوا أحاديث كتبهم من المؤلّفات التي سبقت ، كالاُصول الأربعمائة ـ فوزّعوها حسب الموضوعات العقائدية ، والأخلاقية ، والأحكام الفقهية وأبوابها المتعدّدة ، وأثبتوا تحتَ عناوينها ماتلقوه من المشايخ وماأثبتوه في الأجزاء والاُصول والكتب .
ولا ريب أنّهم وزّعوا الموادّ على أساسٍ علميّ ، وحسب منهج مدروس وكما وجدوه في تلكَ الاُصول ، أو تلّقوه من مشايخ العلم . . .
ويمكن بالمقارنة بين العناوين المثبتة في الاُصول ، والموجودة في الكتب الجوامع ، من الوقوف على مزيد من المعلومات حول الموضوع ، وهذا ماتصدّينا لهُ ، واستفدنا منه في بحثنا هذا .

1.شرح تراجم أبواب صحيح البخاري (ص۵) .

صفحه از 78