قال سعيد : ماعرفتَ أنّكَ هو؟
قال : فإني أنا هو ، مرّ بي علي عليه السّلام ، وأنا أقضي بالكوفة فقال لي : من أنتَ؟
فقلتُ : أنا أبو يحيى .
فقال : لستَ بأبي يحيى ، ولكنّك تقول: «اعرفوني» ثمّ قال : هل علمت بالناسخ والمنسوخ؟ قلتَ : لا ، قال : هلكتَ وأهلكتَ .
[قال أبو يحيى] : فما عُدْتُ ـ بعد ذلكَ ـ أقضي على أحد .
أنافعُكَ ذلكَ ، ياسعيد ۱ .
تصحيف المعرّف من المعرقَب:
كلمة (المعرّف) هي المناسبة لقوله: «اعرفوني» ولكن الظاهر أنهما مصحفان، وأنّ الكلمة هي «المَعْرقَب» من قوله :«عَرْقبوني» وذلكَ : أنّ أبا يحيى صاحب أمير المؤمنين عليه السّلام ، وشيخ سعيد بن أبي الحسن إنمّا هو «المعَرْقَب» واسمه : مصدع ، وهو «الأعرج» ترجمَ لهُ رجاليّو العامة ، وذكروا :
أنه روى عن علي والحسن والحسين : وعن عبد الله بن عباس ، وقال عمار الدُهني : كان عالماً بابن عباس ، وروى عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، وقيل : إنه كان مولاه ، وروى عن عائشة .
وروى عنه : سعد بن أوس العدوي ، وسعيد بن أبي الحسن البصري ، وعمّار الدُهني ، وشمر بن عطيّة ، وأبو رزين الأسدي ، وهلال بن يساف .
قال أبو حاتم : مصدّع ، أبو يحيى ، الأعرج ، الأنصاري ، مولى ابن عفراء .
قال ابن حجر : إنمّا قيل لهُ «المُعَرْقَب» لأنّ الحجّاج ـ أو بشر بن مروان ـ عرضَ عليهِ سبَّ عليّ ! فأبى ، فقطعَ عُرْقوبه ۲ .
قال ابن المديني : قلتُ لسفيان : في أيّ شي ء عُرْقِبَ؟
1.الناسخ والمنسوخ لابن حزم بهامش تفسير الجلالين (۲ / ۱۵۰) .
2.العرقوب : عصب غليظ فوق العقب من الرجل ، وقطعه يوجب العرج .