عناوين الأبواب و تراجمها في التراث الإسلامي - صفحه 55

وأوردَ الكليني ، عن رسول الله صلّى الله عليه و آله :«مَنْ أفتى الناس وهو لا يعلم الناسخ والمنسوخ ، والمحكم من المتشابه ، فقد هلكَ وأهلكَ» ۱ .
لكن :
أخرجَ السيوطي في تفسيره الدر المنثور ، قال : أخرجَ ابن النحّاس في « ناسخه » عن أبي البختري ، قال : دخلَ علي بن أبي طالب المسجد ، فإذا رجلٌ يخوّف! فقال : ماهذا؟ فقالوا : رجلٌ يذكّر الناس ، ولكنه يقول : أنا فلان بن فلان ، فاعرفوني ؟
فأرسلَ إليهِ ، فقال : أتعرفُ الناسخ والمنسوخ؟ فقال : لا، قال : فاخرج من مسجدنا ، ولا تذكّر فيهِ ۲ .
وهذا الحديث يدلُّ ـ بوضوح ـ على أنّ الرجل لم يكن قاضيّاً ، وإنمّا كان واعظاً يذكّر ويخوّف ، وهذا شأن القصّاص الذين يقصّون الحكايات على الناس من قصص الأنبياء والاُمم السابقة ، ليعتبر الناس .
وكذلكَ وردَ في حديث أبي يحيى معَ سعيد البصري قوله لهُ في آخر الحديث : فما عدتُ ـ بعدَ ذلكَ ـ أقضي على أحد ، أنافعُكَ ذلكَ ، ياسعيد؟ ۳
أقول : يظهر أنّ أبا يحيى كان بصدد نهي سعيد ، عن أمرٍ ما ، ولم يكن سعيد قاضياً ، وإنما كان قاصّاً واعظاً من قرّاء البصرة ۴ ، فأراد أبو يحيى نهيه عن «القصّ» بحديث أمير المؤمنين عليه السّلام .
وقد وردت نفس رواية السلمي ، بلفظ «يقصُّ» بالصاد المهملة ، وكذلك عدّة نصوص حول الناسخ والمنسوخ ، وفيها ألفاظ من مادة «القصّ» لا «القضاء» .

1.الكافي (۱ / ۴۳) باب النهي عن القول بغير علم ، ح۹ ، ولاحظ مرآة العقول (۱/۵۹) .

2.الدر المنثور (۱ / ۱۰۶) .

3.الناسخ والمنسوخ لابن حزم (۲ / ۱۵۰) .

4.تهذيب التهذيب (۴ / ۱۶) .

صفحه از 78