عناوين الأبواب و تراجمها في التراث الإسلامي - صفحه 57

ماذكرنا من حديثه عن الوعظ والقصّ ، وماجاء في النقول الاُخرى بألفاظ من مادة «القصّ»
فإنّ الذي نرجّحه هو كون الصواب في حديث العيّاشي :«مرّ على قاصٍّ» .
ويترتب على ذلكَ ، عدم ارتباطه بباب القضاء .

وقد تحصّل من بحثنا عن هذا الحديث اُمور :

1 ـ كون الحديث التاسع المذكور في العياشي ، مدرجاً ، أدرجَ فيهِ عنوان الباب لما يليه وهو «تأويل كلّ حرفٍ من القرآن على وجوه» .
فيكون الحديثان العاشر والحادي عشر داخلين في باب بهذا العنوان .
2 ـ تصحيح اسم الراوي للحديث ، وهو : أبو عبد الرحمن السلمي ، واسمه عبدالله بن حبيب ، القاري ء المعروف بالرواية عن علي عليه السّلام .
3 ـ تصحيح لقب الرَجُل الذي خاطبه الإمام فهو «المعرقَب» مصدع أبو يحيى ، لا المعرّف ، وكلمة «اعرفوني» صوابها : عرقبوني» .
4 ـ تصحيح كلمة «قاضٍ» فصوابها «قاصّ» .
وكذلكَ الموارد الكثيرة في متون الأحاديث ، التي وردت الكلمات فيها من مادة « القضاء » بينما صوابها من مادة «القصّ» مثل : «يقضي» و «أقضي» و «قاضٍ» وصوابها : يقصّ ، وأقصّ ، وقاصّ .

الثالث في التراث الفقهي

تظهر آثار عناوين الأبواب بشكلٍ متميّز في علم الفقه ، لأنّ العناوين تُستقى من المداليل وتتناسب معها ، فالعنوان هو روح المحتوى والدليل عليه ، والموصل إليهِ ، كما هو مقتضى مدلوله اللغوي .
والفقيه إنمّا يتعامل معَ المحتوى والمتن ـ خُصوصاً في الحديث الشريف ـ ليستفيد منه في مجال الأحكام .

صفحه از 78