ثانيآً، إذا رأوا تعارضاً بين روايات السنّة فإنهم لايضربون بل يلجؤون إلى طرق العلاج التي يبقون بها في دائرة السنّة.
ثالثاً، إنّهم حاولوا الحصول على النسب القائمة بين السنّة والقرآن من التخصيص والتقييدوالنسخ والبيان والتفصيل.
وعلى ضوء هذه الأمور يمكننا القول انّ بروز الفقه كعلم مستقل كان وليداً للسنّة؛ بمعنى انّ الفقه كان في بداية تكوّنه عبارة عن نتائج تلك الرجوعات إلى السنّة، سواء فيما نصّت عليه أم فيما لم تنصّ عليه؛ ولذلك نرى أنّ الفقه في كتب المتقدّمين من السنّة والشيعة، كان عبارة عن نقل الروايات وإحيانا التعليق عليها، ويمكن رؤية ذلك من خلال النظر إلى موطّأ مالك او النهاية للشيخ الطوسي.
محاولة معرفة طرق الإستفادة الصحيحة من السنّة
إنّ تقيّد العلماء بالسنّة، جعلهم يدركون الحاجة الماسة إلى كشف طرق تضمن صحّةالاستفادة من السنّة؛فاندفعوا إلى معرفة ذلك. واثمرت المحاولات الأوّلية لهم عن تكوين مجموعة من مباحث الألفاظ التي هي أساس علم الأصول، ومطالعتنا لتاريخ علم الأصول تهدينا لذلك. ۱
خاتمة
من خلال ما سردنا في صفحات هذه المقالة، يتبيّن لنا ما للسنّة الشريفة من مكانة مرموقة وأهمّية كبيرة في حياة المسلمين، وإنّها استطاعت رغم العوائق والصعوبات أن تحصّن نفسها، ومن ثمّ تحصّن الأمّة إذ أنّ الأمّة استطاعت أن تواصل حركتهاوتحفظ هويّتها كاُمّة إسلاميّة على ضوء هدى السنّة وبركاتها. وقد كان من جملة بركات السنّة الشريفة على الأمّة تمهيد الأرضيّة لنشوء صنوف من العلوم الإسلامية كعلم الحديث والرجال وآُصول الفقه والفقه.
وآخر دعوانا أن الحمد للّه ربّ العالمين
1.تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام، الصدر،ص۳۱