دراسة تحليلية حول عناصر بقاء السنّة الشريفة - صفحه 32

في الأسوة. ۱

ما يدل على أنّ السنّة، شارحة ومبيّنة للقرآن، كقوله تعالى: «وأنزلنا إليك الذكر لتبيّن للناس ما نزّل إليهم»۲ وقوله تعالى: « وما أنزلنا عليك الكتاب إلاّ لتبيّن لهم الذي اختلفوا فيه».۳
وتتضمن هذه العناصر الثلاثة مبادى أساسية للتعامل مع السنّة وهي:
1ـ عدم تحكّم الرأي في السنّة،
وهذا مستفاد من عنصر لزوم إطاعة الرسول غير المشروطة.
2ـ شمولية السنّة،
وهذا مستفاد من عنصر كفاية السنّة للإقتداء بها.
3ـ عدم الفصل بين الكتاب والسنّة،
وهذا مستفاد من عنصر شارحيّة السنّة للكتاب.
ومن هنا يمكن القول: إنّ هذه العناصر القرآنيّة الثلاثة التي كرّمت بها السنّة، هي الأساس لبقاء السنّة، ويؤول اليها جميع ما سنذكره من العناصر.

المجموعة الثانية، ماتمّ بعناية وجعل من النبي (ص)

يمكن تقسيم ما قام به النبي (ص) في هذا المجال الى مايلي:

1ـ محاولة إعطاء زمام المبادرة بيد السنّة

لاشك انّ من جملة عوامل القدرة على البقاء والدفاع عن النفس، هو امتلاك زمام المبادرة أمام الحركات المعادية. وحيث انّ الرسول الأعظم(ص) كان يعلم أنّ سنّته سوف تواجه حركات عدائيّة وعقبات عديدة في طريقها، فلذا، سعى أن يجعل زمام المبادرة بيد السنّة، لكي تتصدّى للمواقف الهجوميّة عندما تحدث.

1.نهج البلاغه، الخطبة ۱۶۰.

2.النحل، ۴۴.

3.النحل، ۶۴.

صفحه از 43