دراسة تحليلية حول عناصر بقاء السنّة الشريفة - صفحه 33

ولقد كان لهذه المحاولة النبويّه تأثيرها في تمكين السنّة من البقاء ومواصلة حركتها على مرّ التاريخ، بحيث يمكن القول بأنّه لولا هذه المواقف الصارمة، لآل الأمر إلى ضعف السنّة وانحصارها. وفي هذا المجال، إتّخذ النبي (ص) عدّة مواقف يمثّل كل واحدٍ منها سدّاً بوجه حركة من الحركات المضادّ للسنّة. وأهمّها:

أ. ايجاد التقابل بين السنّة والبدعة مع التحذير الشديد من البدعة:

ولإيضاح هذا الموقف النبوي نشير الى نكتتين:الاولى، لم يكن في زمن النبي (ص) للبدعة ظهور بارز كحركة فاعلة في الاُمّة. الثانية، أنّ النبي (ص) كان قد ركّز تركيزاً شديداً على محاربة البدعة والتحذير منها بأساليب شتّى.
وعلى ضوء هاتين النكتتين نفهم انّ تعامل النبي(ص) مع البدعة، كان يحمل طابعاً هجومياً، وانّه أراد بذلك أن يسبق الزمن قبل استفحال حركة البدع فاستعدّ وأعدّ، والحقيقة، أنّه لولا موقف النبي (ص) هذا، لانفسح المجال أمام المبتدعين لتوسيع نشاطهم وترويج بدعهم؛ إذ انّ هذا الموقف أوجد شعوراً عند الأمّة بلزوم السعي بالبقاء ضمن نطاق السنّة وإبداء الحساسيّة تجاه مايمت إلى البدعة بصلة. ونورد هنا بعض الروايات النبوية حول البدعة؛

۰.فمنها قوله (ص):كل بدعة ضلالة. ۱

۰.ومنها قوله(ص):أبى اللّه لصاحب البدعة بالتوبة. ۲

۰.ومنها قوله(ص): …فإمّا إلى سنّة وإمّا الى بدعة.۳و منها قوله(ص):ومنها قوله(ص): …فإمّا إلى سنّة وإمّا الى بدعة. ۴ و منها قوله(ص): من تبسّم في وجه المبتدع، فقد أعان على هدم دينه. ۵

۰.ومنها قوله(ص):إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي، فأظهروا البراءة منهم…. ۶

۰.ومنها قوله(ص):أبى اللّه أن يقبل عمل صاحب بدعة. ۷

1.صحيح مسلم، كتاب الجمعة، ص۴۳؛وسائل الشيعة، ج۶، ص۵۱۱

2.البحار، ج۷۲، ص۲۱۹

3.مسند أحمد، ج۲، ص۱۵۸

4.سفينة البحار، ج۱،ص۶۳

5.وسائل الشيعة، ج۶، ص ۸

6.سنن إبن ماجة،ج۱، ص۱۹،(ح۵۰)

صفحه از 43