دراسة تحليلية حول عناصر بقاء السنّة الشريفة - صفحه 34

ب. التحذير من الكذب عليه (ص):

إن الرسول(ص) كان يعلم بأنّ سنّته الشريفة سوف تشتدّ ضدّها حركة الوضع والكذب، ولذا، بادر إلى تنبيه الأمّة على هذا الخطر العظيم. والروايات في هذا المجال كثيرة، نكتفي بذكر واحدة ذكرها الفريقان. قال (ص): من كذب عليّ متعمّداًفليتبوّأ مقعده من النار. ۱

ج.التحذير من الإعراض عن السنّة:

لقد تكرّرت وبمناسبات عديدة عبارة ضمن أحاديث النبي وهي قوله (ص): من رغب عن سنّتي ـ او منهاجي ـ فليس منّي. ۲
وجدير بالذكر، إنّنا لانريد ادعاء أنّ الإعراض عن سنّة النبي (ص) لم يقع في عهده، بل نريد الإشارة إلى أنّ تكرار هذه العبارة لايتناسب مع حالات الاعراض في زمنه، بل يتناسب مع ما قلنا من أنّه(ص) كان ينظر في ذلك إلى المستقبل؛ كما انّنا لانريد ادعاء انّ كلّ حالات الاعراض كانت تتمّ عن سوء نية؛ فإن الاعراض يضادّ السنّة سواء كان عن سوء نيّة أم لا.

2ـ محاولة نشر السنّة على نطاق واسع في الأمّة

لقد تمثّلت هذه المحاولة في خطوات ثلاث:
الخطوة الأولى. إلقاء السنّة بين أكبر عدد من الناس؛
ومن هنا وجدت الأرضية لبروز الأخبار المتواترة عن النبي. ومعلوم أنّ مصطلح التواتر في علم الحديث، لم يحتل مكانته البارزه إلاّ من جراء وجود هذه الروايات في السنّة.
الخطوة الثانية. الحثّ على حفظ السنة
لقد ورد الحثّ على هذا الأمر في طوائف من الروايات وبأساليب شتّى تشترك جميعها في إبراز هذا المعنى. ونكتفي برواية وردت عند الفريقين من أنّ النبي(ص) قال: مَن حفظ

1.نهج البلاغة، الخطبة ۲۱۰؛ أصول الكافى، ج۱، ص ۶۲؛ صحيح البخارى، ج۱، ص۳۸؛ مسند أحمد بن حنبل، ج۱، ص۷۸ ـ ۱۳۰

2.أصول الكافى، ج۲، ص۸۵؛ مسند أحمد بن حنبل، ج۲، ص۱۵۸

صفحه از 43