دراسة تحليلية حول عناصر بقاء السنّة الشريفة - صفحه 36

المجموعة الثالثه. ماتمّ بعناية من أهل البيت (ع)

لقد كان لأهل البيت (ع) دور كبير وجذري في ابقاء السنة واحيائها. وقد كان النبي أعدّ مقدّمات تصدّيهم لهذا الدور، وبيّن ذلك ضمن أحاديث كثيرة، من أبرزها حديث الثقلين (الذي رواه الفريقان متواتراً)؛ويمكن بيان بعض هذا الدور ضمن مايلي:
1ـ مواصلة موقف النبي(ص) من الوضع والبدعة والتأويل الخاطئ: لوألقينا نظرة إلى كلمات أهل البيتِ(ع) فى هذا الميدان لوجدناها تتّسم بطابع التشدّد والتأكيد على غرار ما نشاهده من فعل الرسول(ص).إليك بعض النماذج:

۰.سأل رجل الإمام علياً(ع) عن السنة والبدعة … فقال (ع) :أمّا السنّة فسنّة رسول اللّه(ص)، وأمّا البدعة فما خالفها… ۱

۰.قال الإمام على(ع):ما اُحدثت بدعة إلاّ ترك بها سنّة. ۲

۰.قال أبو جعفر الباقر (ع):أدنى الشرك ان يبتدع الرّجل رأياً فيحبّ عليه ويبغض. ۳

۰.وقد عبّر الامام الصادق (ع) عن موقف أهل البيت تجاه الحركات المضادّه للسنّة بقوله:إنّ فينا أهل البيت في كلّ خلف عدولاً ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين. ۴

2ـ محاولة نشر السنّة: لم تكن السبيل معبّدة أمام أهل البيت(ع) في نشر السنّة إذ انّ السلطات الحاكمة كانت تمنعهم من ذلك، وتضيق الخناق عليهم، وقد اقتضى هذا الأمر أن يبذل أهل البيت نوعين من الجهود: جهود في نشر السنّة وإحيائها، وأخرى في تهيئة الأرضية المناسبة لذلك.
ومن أبرز مصاديق الجهود التي بذلوها في تهيئة الأرضية لذلك، هو تركيزهم الشديد

1.تحف العقول، الحرّانى،ص۲۱۱

2.نهج البلاغة، الخطبة ۱۴۵

3.ثواب الأعمال وعقابها،ج۳،ص۵۸۷

4.راجع: حديث الثقلين، قوام الدين الوشنوى القمّى(رسالة أصدرتها دار التقريب بين المذاهب بمصر ).

صفحه از 43