اجازات آقا حسين و آقا جمال خوانساري - صفحه 146

يرجح استحسان الهوى على المنائح العقلية، فقام بالموافقة حتّى اتّضح سبيل الهدى و أوضح مصالح الورى، فصلّى اللّه عليه و آله الهداة المعصومين والحجج الهادين، المبيّنين للحلال والحرام، والموضّحين سبل الخاص والعام، الذين من ظمأ كبده في طلب رؤيتهم، روى من الكأس الأوفى، ومن قدح رتبتهم في طاعتهم فاز بالقدح المعلّى، سيّما أميرالمؤمنين و سيّد الوصيّين، الذى بولايته تمّت النعمة وأكمل الدين، و بهدايته تبيّن مسالك الرشاد ومدارك اليقين، صلوة دائمة ما تفرّع النتائج على المقدّمات واتضح المتشابهات من المحكمات.
فلا يشك أولو النهى ولايرتاب ذوالحجى في فضل العلوم و رفعتها وعلوّ درجتها و رتبتها، و قد وضح لمن في العين وضوح المسح لذى عينين افاضة نورها في الخافقين واضاءة شمسها في الأنفس والآفاق، و زيادة بدرها على الشمس في الإشراق وافاقة درجتها على نجوم السماء و شراف[ ] دائرتها شرفا قطا من دونها الجوزاء [؟] و بالجملة قد أغنت بداهة الأذهان عن التبيان وكفت العيان من البيان، هوالصبح لا يدعى إلى الصبح شاهد، هو الشمس لا يبغى على الشمس برهان إلاّ أنّها متباينة الأظهار، متخالفة الأخطاء، مختلفة المراتب، متفاضل بعضها على بعض تفاضل الشمس على الكواكب بل متفاوتة.
وانّ من أصحّها و أقويها و أحسنها و أبهاها و أرفعها سندا و أوقعها مقعدا علم الحديث الّذى يعرف الحلال والحرام، و يميز بين الفرائض والآثام و يستنبط تفاصيل الأحكام وما يحتاج إليه الأنام، من تزين بمحاسنه جاز خصال الفخر و من روى من عيونه فإنّه يشرح الصدر و من أدأب نفسه في تهذيبه، فهو الفقيه المهتدى إلى طريق مدينة العلم

صفحه از 153