الشكّ ، أو الإحاطة بالمعلوم بجميع شؤونه وجهاته. ۱
واصطلاحا : فرع من فروع علوم الحديث ، وقد ذكروا لها تعاريف عدّة :
فالشهيد الثاني عرّفها بأنّها : «علمٌ يُبحث فيه عن متن الحديث وطرقه ؛ من صحيحها وسقيمها وعليلها ، وما يُحتاج إليه ليُعرف المقبول منه من المردود».۲
وعرّفها الشيخ البهائي بقوله : «علم الدراية : علمٌ يُبحث فيه عن سند الحديث ومتنه وكيفية تحمّله وآداب نقله» .
وأمّا موضوع علم الدراية : فهو سند الحديث ومتنه ، وتعتبر مباحثه ومسائله عوارض وأوصافا يتّصف بها السند والمتن . والغاية منه : التمييز بين الحديث المقبول والحديث المردود ؛ لغرض استنباط الأحكام والعمل بها .
أمّا الفرق بين علم الدراية وعلم الرجال : فقد وردت في الكتب المعنيّة بهذا الموضوع مطالب شتّى ، منها : أنّ موضوع علم الدراية موضوع كلّي يتناول الحديث من حيث سنده أو متنه أو كليهما ، وغايته قبول أو ردّ الخبر . بينما موضوع علم الرجال جزئي ويبحث فيه عن أوصاف رواة السند فردا فردا ، ولا صلة له بالمتن أو بمجموع السند ، وغايته معرفة الراوي الضعيف من الثقة وما شابه ذلك .
وبعبارة أُخرى : إنّ موضوع علم الرجال هو المحدّث ، وغايته معرفة أوصافه . بينما الموضوع الذي يبحث علم الدراية هو الحديث ، وغايته معرفة أقسام الحديث ، وتدخل الأبحاث المتعلّقة بمتن الحديث في إطار علم الدراية أيضا .
تطوّر تدوين علم الدراية عند الشيعة
يمتاز علم الدراية لدى السنّة بالقِدم والوضوح عمّا عليه عند الشيعة ، وكان متداولاً بين علمائهم منذ عهد مديد ، وقد ألّفوا في هذا المضمار كتبا عديدة جدّا . أمّا