ثم انّه كان من جملة الراحلين إلى تلك القرية من لم يسمح الزّمان بمثله في عدله وفضله ، وهو المولى الأولى التقيّ النقيّ الزّكيّ الذّكيّ المتوقِّد المتفّرِد الفاضل الكامل العالم العامل ، الثّقة النّقة العدل البدل ، الآخذ بحائط الدّين في زمرة المتّقين ، الحاوي لمنقبتي العلم والعمل ، النّائي عن رذيلتي الخطاء والزّلل ، صاحب المناقب الجليلة ، جامع المراتب النّبيلة ، المعتلي من الكمال ذروة سنامه ، الفائق في العلم والورع أبناء أيّامه ، وحيد اهل العصر وفريد أبناءِ الدهر ، صاعد مصاعد الخير والتُّقى ، عارج معارج الأدب والنُّهى ، حاوى فنون العلم وأصناف الكمالات ، حائز قصبات السبّق في مضامير السعادات ، خلاصة الفضلاء وزبدة الأذكياء ، أعنى الأخ في اللّه والخليل لوجه اللّه ، المخصوص من اللّه بالذهن الثّاقب والفهم الدارى ، المولى زين الدين الخوانساري ، لازالت سماء فطنته النقّادة مزيّنة بالدراري.
ولمّا تفرّست منه آثار المنقبة والكرامة وتوسّمت منه أنوار المحمدة والسعادة فسررتُ برؤيته وانتفعت بصحبته ، ولم أقصر سعيا في مرافقته ومجالسته ولم آل جهدا في مصاحبته ومحادثته ، حتّى حصلت بيني وبينه مودّة ايمانيّة وخلّة روحانيّة ؛ فوجدته بحرا مشحونا بلآلى الورع والتّقوى وكنزا مملوّا من فرائد الفضل والنُّهى والفيته ممّن نال إلى ذُرَى المعالى بكدّ الأيّام وسَهَر الليالي ۱
، وبلغ جهده في تشييد معاقد العلوم العقليّة والنقليّة و رقى في مراقى المعارف الدّينية والمسائل الشرعيّة ، مع رفض الأعراض الفاسدة وترك الأهواء الكاسدة ، من غير جدال ولا مراء ولا سُمعة ولا رياء ـ أعاذنا اللّه وسائر المؤمنين عنها ، ورزقنا الوصول إلى ما يوجب السعادة في الاُولى والاُخرى.
1.ممّن نال إلى ذُرَى المعالي بكدّ الأيّام وسَهَر الليالي / نگرنده است به بيت مشهور:
بقدر الكدّ تكتسب المعالي فمن طلب العُلى سهر اللّيالي