فيا أسفا على الدّيار وأهلها سيّما الخُلاّن والأصدقاء ! و واحزناه على تخريب المدارس والمعابد وفقدان العلماء والفضلاء والصلحاء ! و وامصيبتاه على اندراس كتب الفقهاء وانمحاء آثارهم بين الأذكياء الطالبين للإهتداء !
ولست أفشي لديك مما قصصت عليك شكاية الدهر الغرّار الفتون بل إنّما أشكو بثّى وحزني إلى اللّه «وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ »۱ ؛ ثم إنّى وإن كنت في تلك الأحوال مبتلى بالضّرب والحبس وغصب الأموال إلاّ أن اللّه تعالى بمنّه وطَوْله تفضَّل عليَّ بحفظ العِرض والحياة والإيمان وبقاء بعض الأهل والأولاد والإخوان ونَزْر من الأقارب والخُلاّن ، وكنت قد حمدت اللّه ربّي في خلال تلك الأحوال راجيا من اللّه سهولة المخرج متمسّكا بذيل الصّبر ـ فإنَّ الصَّبر مفتاح الفَرَج ۲ ـ محتسبا من اللّه الأجر مفوّضا إليه كلّ أمر لكن لما تعسَّرت في أصل البلد إقامتي لكثرة الشدائد والدواهي ترحَّلتُ إلى بعض القرى ۳ في جمع من إخواني في الدين وخُلاّني المتّقين ـ خَلَّد اللّه ظلالَهم وكثَّر أمثالَهم ـ ولمّا كانت تلك القرية آمِنة مطمئنّة يأتيها رزقُها رَغدا من كلّ مكان ۴ ، اطمئنَّ قلبي فيها بعض الإطمينان ، فحمدت اللّه ـ سبحانه ـ ثانيا وأقمت فيها متوكّلاً عليه «لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَ لِكَ أَمْرًا۵؛ وَ مَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُو إِنَّ اللَّهَ بَــلِغُ أَمْرِهِى قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَىْ ءٍ قَدْرًا »۶ .
1.وأعلم من اللّه ما لا تعلمون / قرآن س ۷ ، ى ۶۲ .
2.الصبر مفتاح الفرج / مثلى است مشهور / گفته اند كه حديث است (امثال و حكم ، ج ۱ ، ص ۲۵۵) و جلال الدين بلخى بارها در اشعارش و همچنين مجالس سبعه (چاپ سبحانى ، ص ۸۲) آن را به كار برده .
3.بعض القرى / «هي قرية خواتون آباد ـ صانها اللّه عن الفتنة والفساد و جعلها مأمنا للمؤمنين أبد الآباد ـ منه رحمه الله».
4.آمِنة .. . كلّ مكان / سنج : قرآن ، س ۱۶ ، ى ۱۱۲ .
5.لعلّ اللّه يحدث بعد ذلك أمرا / قرآن ، س ۶۵ ، ى ۱ .
6.ومن يتوكّل .. . قدرا / قرآن ، س ۶۵ ، ى ۳ .