اُحصيها في مقامٍ واحدٍ ، فمن أنبأكم بها وعرّفها فصدّقوه .
معاشر الناس ، السابقون إلى متابعة عليٍّ وموالاته والتسليم عليه بإمرة المؤمنين اُولئك الفائزون في جنّات النعيم .
معاشر الناس ، قولوا ما يرضى اللّه عنكم من القول « فإنْ تَكفُروا أنتُم ومَن فِي الأرضِ جَميعاً فَلَن يضُرُّوا اللّهَ شَيئاً »۱ اللّهمّ اغفر للمؤمنين والمؤمنات ، واغضب [ على ]الكافرين ، والحمد للّه ربّ العالمين .
فناداه القوم : نعم ، سمعنا وأطعنا أمر اللّه وأمر رسوله بقلوبنا وألسنتنا وأيدينا ، فتداكّوا ۲ على رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلموعليّ عليه السلام وصافقوا بأيديهم ، فكان أوّل من صافق رسولَ اللّه الأوّلُ والثاني والثالث والرابع والخامس وباقي المهاجرين والأنصار وباقي الناس ، إلى أن صُلّيت العشاء العتمة في وقت واحد ، وواصلوا البيعة والمصافقة ثلاثاً ورسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم يقول كلَّما بايع قوم : الحمد للّه الّذي فضّلنا على جميع العالمين ! وصارت المصافقة سُنّة ورسماً ، يستعملها مَن ليس له حقّ فيها ۳ .
۱۶۰.روي عن الصادق أنّه قال :لمّا فرغ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم من هذه الخطبة رأى في الناس رجلاً جميلاً بهيناً ۴ طيّب الريح فقال : باللّه ما رأيت [ محمّدا ]كاليوم قطّ ، ما أشدّ ما يؤكّد لابن عمّه ! وإنّه لعقَدَ عقداً لا يحلّه إلاّ كافرٌ باللّه العظيم وبرسوله الكريم ، فالويل لمن حلّ عقده .
قال : فالتفت إليه عمر حين سمع كلامه فأعجبته هيئته ، ثمّ التفت إلى النبيّ صلى الله عليه و آله وسلموقال : أ ما سمعت ما قال هذا الرجل كذا وكذا ؟ فقال النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم : يا عمر ، أ تدري مَن ذلك الرجل ؟ قال : لا . قال : ذاك الروح [ الأمين ] جبرئيل عليه السلام ، فإيّاك أن تحلّه ؛ فإنّك إن
1.سورة آل عمران ، الآية ۱۴۴ .
2.تداكّوا عليه : ازدحموا عليه .
3.الاحتجاج ، ج۱ ، ص۶۶ ـ ۸۴ .
4.في المصدر : بهيّاً .