ملحقات نسخة من نهج البلاغة و جزء ابن ناقة - صفحه 40

فِي كَلاَمِ الْعَرَبِ ؟ فَأَجْمَعُوا أَنَّ الأَلِفَ أَكْثَرُ دُخُولاً فِي الْكَلاَمِ مِنْ سَائِرِ الْحُرُوفِ ، فَقَامَ أَمِيرُالْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام فَخَطَبَ هَذِهِ الْخُطْبَةَ عَلَى الْبَدِيهَةِ وَسَمَّاهَا الْمُونِقَةَ ۱ ، وَهِيَ :
حَمِدْتُ مَنْ عَظُمَتْ مِنَّتُهُ ، وَسَبَغَتْ نِعْمَتُهُ ، وَسَبَقَتْ رَحْمَتُهُ غَضَبَهُ ۲ ، وَتَمَّتْ كَلِمَتُهُ ، وَنَفَذَتْ مَشِيئَتُهُ ، وَبَلَغَتْ قَضِيّتُهُ ۳ . حَمِدْتُه حَمْدَ مُقِرٍّ بِرُبُوبِيَّتِهِ ، مُتَخَضِّعٍ بعُبُودِيَّتِهِ ، مُتَنَصِّلٍ مِنْ خَطِيئَتِهِ ، مُعْتَرِفٍ بِتَوْحِيدِهِ ، مُؤَمِّلٍ مِنْ رَبِّهِ ۴ مَغْفِرَةً تُنْجِيهِ ، يَوْمَ يُشْغَلُ عَنْ فَصِيلَتِهِ /287/ وَبَنِيهِ ، وَيَسْتَعِينُهُ وَيَسْتَرْشِدُهُ وَيَسْتَهْدِيهِ ، وَيُؤْمِنُ بِهِ وَيَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ .
وَشَهِدْتُ لَهُ شُهُودَ مُخْلِصٍ مُوقِنٍ بِعِزَّتِهِ ۵ ، مُؤْمِنٍ مُتَيَقِّنٍ ، وَوَحَّدْتُهُ تَوْحِيدَ عَبْدٍ مُذْعِنٍ . لَيْسَ لَهُ شَرِيكٌ فِي مُلْكِهِ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ فِي صُنْعِهِ ، جَلَّ عَنْ مُشِيرٍ وَوَزِيرٍ ، وَعَوْنٍ وَمُعِينٍ وَنَظِيرٍ .
عَلَمَ فَسَتَرَ ، وَبَطَنَ فَخَبَرَ ، وَمَلَكَ فَقَهَرَ ، وَعُصِيَ فَغَفَرَ ، وَحَكَمَ فَعَدَلَ ، لَمْ يَزَلْ وَلَنْ يَزُولَ «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ»۶ وَهُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ وَبَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ ، مُتَفَرِّدٌ بِعِزَّتِهِ ، مُتَمَكِّنٌ بِقُوَّتِهِ ، مُتَقَدِّسٌ بِعُلُوِّهِ ، مُتَكَبِّرٌ بِسُمُوِّهِ ، لَيْسَ يُدْرِكُهُ بَصَرٌ ، وَلَمْ يُحِطْ بِهِ نَظَرٌ ، قَوِيٌّ مَنِيعٌ سَمِيعٌ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ .
عَجَزَ عَنْ وَصْفِهِ مَنْ يَصِفُهُ ، وَضَلَّ عَنْ نَعْتِهِ مَنْ يَعْرِفُهُ .

1.المونقة : المعجبة .

2.في شرح النهج : وسبقت غضبته رحمتُه .

3.القضية : الحكم والقضاء .

4.في شرح النهج : مؤمّل منه .

5.«بعزته» لم ترد في شرح النهج .

6.سورة الشورى ، الآية ۱۱ .

صفحه از 113