ملحقات نسخة من نهج البلاغة و جزء ابن ناقة - صفحه 98

آخِرِ الْخُطْبَةِ : مَعَاشِرَ النَّاسِ ، إِنَّكُمْ رَاقِدُونَ فِي دُنْيَاكُمْ عَمَّا يُرَادُ بِكُمْ ، فَإِذَا مُتُّمْ انْتَبَهْتُمْ وَصَدَّقْتُمْ مَنْ وَعَظَكُمْ. أَلاَ مَنْ عَاشَ مَاتَ ، وَمَنْ مَاتَ فَاتَ ، وَكُلُّ آتٍ آتٍ ، زَرْعٌ وَنَبَاتٌ ، وَجَمِيعٌ وَأَشْتَاتٌ ، وَآيَاتٌ بَعْدَ آيَاتٍ. أَلاَ وَإِنَّ فِي السَّمَاءِ لَخَبَراً ، وَإِنَّ فِي الأَرْضِ لَعِبَراً ، ۱
صَدَقَتِ الأَحْلاَمُ ، وَجَرَتِ الأَقْلاَمُ ، وَثَبَتَ مَا كَانَ وَمَا يَكُونُ إِلَى آخِرِ الزَّمَانِ.
أَلاَ وَإِنِّي أُبَيِّنُ لَكُمْ مِنْ بَيْنِ جَنْبَيَّ عِلْماً جَمّاً ، وَرِثْتُهُ مِنْ سَيِّدِ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ ابْنِ عَمِّي رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فِيمَا يَكُونُ فِي السِّنِينِ وَالأَعْوَامِ والشُّهُورِ وَالأَيَّامِ ، عِنْدَ اقْتِرَابِ الْفَتْرَةِ ، وَمُقَارَنَةِ الزُّهْرَةِ ، وَخُسُوفِ الْقَمَرِ فِي النَّيِّرَةِ ، وَنُضُوبِ الْمَاءِ حَتَّى يُرَى فِي قَعْرِ الأَنْهَارِ ، وَشرق ۲ الْمِرِّيخِ فِي أَرْضِ بَابِلَ.
فَيَالَهَا فِتَنٌ تَكُونُ بِأَرْضِ الشَّامِ مِمَّا يَلِي الْعِرَاقَ ، لَمْ يُرَ مِثْلُهَا فِي الأَزْمَانِ الْمَاضِيَةِ وَالْقُرُونِ الْخَالِيَةِ ، ثُمَّ تَزْدَادُ الْفِتَنُ وَالْفَوَاحِشُ بِهَدْمِ الْبِيَعِ وَالْكَنَائِسِ.
فَكَيْفَ لِي بِكُمْ وَقَدْ زَادَتْ آمَالُكُمْ ، وَكَثُرَتْ أَمْوَالُكُمْ ، وَلَبِسْتُمُ الذَّهَبَ وَالإِبْرِيسَمَ ۳ ، وَصَارَتْ مُلُوكَكُمُ الْعَجَمُ ، وَعَلَتِ الْفُرُوجُ السُّرُوجَ تَحْتَ رَايَاتٍ سُودٍ.
فَحِينَئِذٍ يَظْهَرُ الْبَلاَءُ فِي الآفَاقِ ، وَتَخْمُدُ نَارُ الْعِرَاقِ ، وَيَظْهَرُ الْفُسَّاقُ ، وَيَكْثَرُ الْفَسَادُ ، وَيَنْقَطِعُ الزِّمَامُ ۴ ، وَيُخِيفُ الطَّرِيقُ ، وَتَجُولُ خُيُولُ الْمَشْرِقِ فِي جَنَبَاتِ الْمَغْرِبِ. فَيَالَكَ مِنْ دَمٍ يُسْفَكُ ، وَحَرِيمٍ يُهْتَكُ ، وَتُسْبَى النِّسَاءُ بَيْنَ الْقَصَبِ وَالآجَامِ ، وَفِي الضِّيَاءِ وَالظَّلاَمِ ، بِأَرْضِ الْعِرَاقِ وَغَيْرِ الْعِرَاقِ ، وَتَبْلُغُ الرَّايَاتُ السُّودُ إِلَى الْبَلْقَاءِ تَحُثُّهَا بَنُوقَنْطُورَةَ ، وَهُمْ قَومٌ صِغَارُ الأَعْيُنِ ، فُطْسُ الأُنُوفِ ، كِبَارُ الْوُجُوهِ ، وَلَهُمْ شَعْرٌ كَشَعْرِ النِّسْوَانِ ، وَكَلاَمُهُمْ كَكَلاَمِ الخُطَّافِ ، لَهُمْ رَايَاتٌ سُودٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ ، مَعَ رَجُلٍ مِنْ

1.هذه الفقرات تروى لقُسّ بن ساعدة ، وهذا ممّا يوهن أمر هذه الخطبة.

2.كذا ، ولعل الصواب : «ومشرق» أو «وشَرَف».

3.الأبريسم ، عرّب بعد زمان الإمام عليه السلام .

4.كذا ، ولعل صوابها «الذِّمام».

صفحه از 113