الإسناد المصفي إلي آل المصطفي (المشيخة) - صفحه 404

الحسن صدر الدين في تأسيس الشيعة الكرام أنّ تأسيس تدوين الرجال كان من الشيعة ، وأنّ أوّل مدوِّن منهم هو أبو عبد اللّه البرقي المذكور آنفاً، وعبد اللّه بن جبلة ، وهما من أهل القرن الثاني .
لكنّا أشرنا في مقدّمة الذريعة إلى أنّ التأسيس كان في القرن الأول ، وأنّ أوّل مَن دوّن الرجال منهم هو عبيد اللّه بن أبي رافع كاتب أميرالمؤمنين عليه السلام ، ألّف كتاب «تسمية أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه و آله الذين شايعوا عليّاً عليه السلام وشهدوا معه حروبه» ، وممّن شهد معه صفين: حيّان بن أبجر الكناني الصحابيّ الذي ترجمه كذلك في الاستيعاب و اُسد الغابة والإصابة ، وهو جدّ عبد اللّه بن سعيد بن حيان بن أبجر الكناني أبي عمر الطبيب ، وكذلك جدّ عبد اللّه بن جبلة المذكور .
ذكر النجاشي أنّه يروي عبد اللّه عن أبيه جبلة ، عن جدّه المذكور .
وأبجر جدّه الأعلى أدرك الجاهلية ، وبيت أبجر بيت معروف بالكوفة ، وبما أن النجاشي لم يُدخِل على لفظة «أبجر» الألف واللام التي تدخل على الأعلام أحياناً ، ولم يلتفت بعض النساخ إلى النقطة فكتب «حيّان بن الحرّ» بالألف واللام والحاء المهملة كما كتب «حنان» بالنون بدل الياء ، وإلاّ ففي أكثر نسخ النجاشي :«حيان بن أبجر الكناني» كما ضبطه العلامة كذلك في الخلاصة وفي الاستيعاب وذيوله وفي رجال المولى عناية اللّه ، وفي الرجال الكبير ، وفي رجال الشيخ الحرّ ، ورجال أبي علي وغيرها .
فلا وجه لما في رجال الفاضل المامقاني من التعبير بحنان بن الحر، وترجيح صحّته ، مع عدم وجود صحابي موسوم بحنان بن الحرّ ؛ لا في كتب رجال العامة ولا الخاصة ، ولكن بنو أبجر معروفون بالكوفة ؛ كما في موضع من النجاشي وفي موضع آخر منه : وبيت أبجر معروف بالكوفة كما مرّ .
وأمّا وجه اختلاف ضبطي العلامة الحلي في الخلاصة وفي إيضاح الاشتباه فهو أنه قدس سرهألّف الخلاصة سنة 693 ؛ كما صرّح به في ترجمة نفسه وفي ترجمة السيّد المرتضى ، وكانت عنده يومئذٍ نسخةٌ صحيحةٌ من كتاب النجاشي، فضبطه بحيّان بن أبجر ؛ كما هو الواقع في جميع كتب الرجال . ثمّ إنّه ألّف إيضاح الاشتباه بعد أربعة عشر عاماً ؛ لأنّه فرغ منه سنة 707 ، ولذا لم يذكره في عداد تصانيفه عند ترجمة نفسه في الخلاصة كسائر ما

صفحه از 410